–
هناك ثلاثة أسباب رئيسية تدفع البعض إلى الميل إلى السلوك العدواني أو السلبي:
1- المحيط الذي ينشأ فيه الشخص:
– يتعلم الطفل أنّه من غير الآمن التعبير عن عواطفه، ويتكيّف بالسلوك العدواني.
– يتجاهل المربّون الطفل فيتعلم التواصل بشكل غير مباشر لتلبية متطلباته.
– يتعلم الطفل أنّ التعبير عن الغضب يعني أنّه شخص سيئ فيلجأ إلى طرق خفية للتعبير عن غضبه.
– يميل القائمون على رعاية الطفل إلى طرق غير مباشرة وغير صريحة في التواصل مع الطفل.
نتعلم منذ الصغر الكثير من الأساليب المتأصلة في فطرتنا، وهذا جانب إيجابي، إذ يعني أنّ بإمكان المربّين تعليم الصفات الإيجابية كاللُطف والتعاطف والمرونة في التعامل، لكن يمكنهم أيضًا بقصد أو بغير قصد تعليم أساليب تميل إلى العدوانية، فإذا قام الوالدان على سبيل المثال بمنع الطفل من التعبير عن غضبه، فقد يجد طرقًا خفية وأكثر انفعالية للتعبير عنه. إذا تصرف الوالدان بعدوانية تجاه بعضهم أو تجاه طفلهم، أو تعاملوا بصمت وكبتوا غضبهم على الرغم من علاماته الواضحة، فقد يتبنى الطفل نفس الأساليب. قد يتصرف الطفل أيضًا بطريقة عدوانية إذا فشل والداه في تلبية احتياجاته ومتطلباته.
في هذا الحالات، يصبح السلوك العدواني مهارة بقاء مكتسَبة، وربما يكون الطريقة الأكثر فاعلية وأمانًا التي يستطيع بها الطفل التعبير عن نفسه.
أما بالنسبة للبالغين الذين تعلموا السلوك العدواني بهذه الطريقة فإنّ التخلص منه يجب أن يرتبط بالتعاطف مع الذات وإدراك عواقب سلوكهم.
2- قلة المهارة والإدراك:
– يتصرف الأفراد بعدوانية بسبب قلة الوعي والإدراك.
– يفتقر البعض إلى المهارات التي تمكّنهم من إجراء حوارات صريحة ومعبِّرة.
– قد يصبح الشخص مشتّتًا بسبب التواصل المباشر مع الآخرين ما يجعله يلجأ إلى أشكال التعبير غير المباشرة.
قد يفشل الأشخاص في فهم ماهية الحوار المنفتح والهادف، وقد يفتقرون إلى المهارة التي تمكّنهم من إجراء نقاشات حادّة فيسلكون سلوكًا فظًا وغير مهذب. وقد يلجأ أولئك الذين يكافحون للوصول إلى تنظيم الذات إلى تفريغ حنقهم وإحباطهم على الآخرين بدلًا من التحكم بمشاعرهم بشكل فعال.
3- الاعتقاد بفاعلية السلوك العدواني:
– يجد الأشخاص العدوانيون السلوك العدواني مُرضيًا لهم.
– يتصرف الأفراد بسلوك عدواني لتجنب العواقب.
– يكتسب العدوانيون قدرة متقنة لتجنب المواجهة.
– لا يرغبون في إجراء محادثات مباشرة.
– قد ينجح السلوك العدواني بالنسبة للبعض لذا يستمرون به.
– لا يعتقد الفرد أنّ الآخرين يستحقون الوقت والاحترام اللازمين لإجراء تواصل مباشر.
يوحي السلوك العدواني للشخص بالشعور بالقوة والسيطرة. ربما يكون من الصعب على البعض التصرف بسوء تجاه المعتدي، مما يسمح للمعتدي بتجنب العواقب في العمل أو البيت. وقد يرى الشخص العدواني مدى فعالية وتأثير سلوكه، ويجد أنّ استخدام أساليب أكثر صدقًا عاطفيًا لحل النزاعات أمر صعب للغاية مقارنةً بالسلوك العدواني. قد لا يحترم البعض الشخص الذي يتحدثون معه أو يستمتعون بإهانته بشكل يصعب فهمه. في هذه الحالات، محاولة تغيير الشخص العدواني مهمة صعبة لأنّه قد لا يكون لديه الدافع للتغيير.
–