–
“حظك اليوم برج السرطان على الصعيد المهني:
ضغوطات العمل لن تنتهي إذا كنت تركز طوال الوقت على الكثير من التفاصيل، لا وقت للإنهيار، لذا تابع عملك عن كثب وابدع فيه، فأنت على موعد مع الكثير من المفاجآت السارة القادمة.”
حسناً، بالطبع ضغوطات العمل لا تنتهي و الحياة مليئة بالافراح والاحزان والمفاجآت السارة وغير السارة. ولو تمعنا في العبارة أعلاه لوجدناها عامةً تنطبق على أي شخص. لكن لماذا يشعر الاشخاص الذين يؤمنون بالابراج انها تنطبق عليهم بشكل خاص؟
تفسر لنا هذه الحالة الظاهرة النفسية المعروفة بِـتأثير بارنوم او تأثير فورير (Barnum Effect) حينما يميل الفرد إلى تحوير الأوصاف العامة وجعلها وصفاً دقيقاً له.
يصف تأثير بارنوم الميكانيكية السايكولوجية للافراد الذين يصدقون بالأبراج أو قراءة الطالع أو حتى تلك الروابط المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتدعي أنها ستخبرك بصفاتك الشخصية.
وتفسير فورير هو ان الاشخاص يميلون لتصديق الإدعاءات الموجهة حولهم على أنها صحيحة إذا كانت إدعاءات إيجابية وباعثة للسعادة بغض النظر عن دقتها.
لذلك نرى أن تأثير بارنوم او تأثير فورير يعمل بصورة أفضل في العبارات الإيجابية بدلاً من السلبية. لذلك فان أغلب الجُمل تحوي عناصر الإيجابية حتى بالرغم من وجود بعض الكلمات او الدلالات السلبية، لاحظ العبارات التالية:
“لديك رغبة شديدة أن يتقبلك الآخرون ويعجبون بك”
“تحب التغيير ولا ترغب بوضع حدود لما تستطيع فعله”
“بالرغم من امتلاك العديد من نقاط الضعف، إلا انك تحاول دائماً التغلب عليها والقيام بأفضل ما لديك”
يؤمن باري بيريشتاين (Barry Beyeratein) أن القوة النفسية للأمل واللادقة هي ما يبقي قراءة الطالع والعلوم الزائفة قائمان.
نحاول دائماً نحن البشر إعطاء معنى لوابل المعلومات غير المترابطة عن طريق ملئها بتحليلاتنا لتكوين سيناريو جميل حول انفسنا وتحويل ما ليس له معنى الى شيء ذو معنى.
وأنتم اصدقاؤنا هل تؤمنون بالابراج ؟ وإن كنتم كذلك، هل ستعيدون النظر بعد قراءة هذا المقال؟