–
نقص نازعة كربوكسيل الحمض الأميني العطري (AADC) هو اضطراب جيني نادر يسبب فقدان شبه كلي لمادتيّ السيروتونين والدوبامين الكيميائيتين في الدماغ. إن هذه النواقل العصبية ضرورية للحركة والمزاج و النوم.
تبدأ الإصابة باضطراب نقص AADC في مرحلة الرضاعة، وتسبب عجزاً في النمو، ومشاكل في الحركة تؤثر في القدرة على المشي والكلام، بالإضافة لاضطرابات المزاج والنوم. سُجلت قرابة 135 إصابة بالاضطراب حول العالم.
إن الأطفال المصابون بنقص AADC معرضون للوفاة في سن مبكرة بسبب مضاعفات المرض، ولا يتوافر علاج فعال له؛ فالعلاجات الدوائية المخصصة لرفع مستويات الدوبامين قليلة النفع. تسبب الطفرات الوراثية في جين DDC نقص نازعة كربوكسيل الحمض الأميني العطري (AADC). وقد جرى استخدام العلاج الجيني لاستبدال هذا الجين في تايوان واليابان وانتهت الدراسة بنتائج متفاوتة.
وفي دراسة جديدة لفريق بحث ترأسه الدكتور كريستوف بانكيويتز من جامعة كاليفورنيا وجامعة سان فرانسيسكو وجامعة ولاية أوهايو، طبق العلاج الجيني في مناطق مختلفة من الدماغ، و عبئ الجين في الفيروسات المرتبطة بالغدية لغرض نقله إلى خلايا الدماغ، حيث يصدر أوامر لتصنيع إنزيم نازعة كربوكسيل الحمض الأميني العطري AADC ومن المحتمل أن تؤدي استعادة الإنزيم إلى تحسين إنتاج الدوبامين والسيروتونين.
دعمت الدراسة من المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية التابع للمعاهد الوطنية للصحة، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Communications، في السادس عشر من تموز من هذا العام.
تلقى سبعة أطفال يبن سن الرابعة والتاسعة حقن جين DDC بموقعين محددين في منطقة الدماغ المتوسط، واستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لتوجيه موضع العلاج الجيني. وتضمن العلاج جرعتين وتلقى الأطفال الجرعة الأولى. قيم فريق البحث مدى نجاح العلاج وأظهرت الفحوصات إنتاج الدوبامين في هياكل الدماغ العميقة المسؤولة عن التحكم في الحركة بعد ٣ الى ٢٤ شهراً من اجراء العملية الجراحية. ونتج عن اطلاق الدوبامين زيادة ملحوظة في مستويات مستقلب الدوبامين في السائل الشوكي.
خفف العلاج الجيني من أعراض المرض لدى الأطفال ومنها انحراف البصر للأعلى، وهو ما يعرف بتدوير المقلة أو نوبة شخوص البصر (Oculogyric crises)، وهي السمة الأساسية للمرض، واختفاءها تمامًا لدى 6 من مجموع الأطفال السبعة المشاركون، وإن بعضهم قد أظهروا تحسنًا بعد تسعة أيام من العلاج.
وأظهر جميع الأطفال تحسنًا في الحركة والوظيفة الحركية. بعد اثني عشر شهرًا من الجراحة، اكتسب 6 من 7 أشخاص تحكمًا طبيعيًا في الرأس و 4 من 7 استطاعوا الجلوس بشكل مستقل. وتمكن اثنان من المشي بدعم خارجي بعد 18 شهرًا من تلقي العلاج الجيني. أبلغ آباء غالبية المشاركين أيضًا عن تحسن في نوم أطفالهم ومزاجهم.
تم العلاج الجيني بسلاسة بين جميع المشاركين، ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية ضارة عموماً، غير أن أحد الأطفال قد توفي بشكل غير متوقع بعد سبعة أشهر من الجراحة، ولكن نُسبَت الوفاة لمضاعفات المرض ذاته.
يقول مؤلف الدراسة بانكيويتز: إن العلاج الجيني منهج علاجي ثوري قابل للتطبيق على العديد من الأمراض التي تصيب الإنسان، وعلى الرغم من أن هذه كانت تجربة سريرية مبكرة فإن نتائجنا تشير إلى أن نقل الجينات للأطفال المصابين بنقص AADC آمن ويمكن أن يؤدي إلى تحسينات سريرية.”
–