–
تربط دراسة جديدة الفروق الطفيفة في سماكة المادة الرمادية في الدماغ عند المراهق بزيادة خطر الإصابة بالذهان في وقت لاحق من حياته.
يُستخدم مصطلح الذهان للإشارة إلى عدد من الحالات المختلفة متضمنًا انفصام في الشخصية واضطراب ثنائي القطب. تعتبر الهلوسة وسماع الأصوات أمرًا شائعًا، وتعني صعوبة تمييز الفرد بين الحقيقة والخيال.
تم تحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لـ3169 متطوعًا بمتوسط عمر 21 عامًا، بما في ذلك 1792 من الأشخاص الذين تم اعتبارهم بالفعل “معرضين لخطر مرتفع للإصابة بالذهان” من بين تلك المجموعة عالية الخطورة، أُصيب 253 منهم بالذهان في غضون عامين.
الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالذهان بشكل كبير يمتازون بقلة سمك قشرة الدماغ (سمك المادة الرمادية في الدماغ، وهي طبقة خارجية رقيقة في الدماغ تغطي أغلب تراكيبه. وفيها يتم تفكيرنا وإدراكنا وإنتاجنا ومعظم معالجة المعلومات). لوحظ هذا في العديد من مناطق الدماغ الصدغية والأمامية للشباب المعرضين لمخاطر عالية والذين أصيبوا لاحقًا بالذهان.
في حين أنّ أدمغة الجميع قد تعاني من هذا الترقق الدماغي عند الكبر والبلوغ، أشار البحث إلى أنّ التغيرات يمكن أن تظهر بالفعل في تصوير دماغ أشخاص بين 12-16 عامًا ممّن تم تشخيصهم بالذهان.
تقول الطبيبة النفسية ماريا جالبرزيكوفسكي: “فترة المراهقة هي فترة حرجة في حياة الطفل، فهي فرصة للمخاطرة والاستكشاف ولكنها أيضًا فترة لقابلية الإصابة بالذهان.”
تم الإبلاغ بالفعل عن بعض حالات ترقق قشرة الدماغ في بعض أنواع الذهان، ويمكن أن تتيح هذه النتائج للعلماء استخدام تصوير الرنين المغناطيسي لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر أكبر للإصابة بالذهان. حاليًا حوالي 18-20% من أولئك الذين تم تحديدهم لخطر مرضي مرتفع للاصابة بالذهان مستمرين بتطور حالاتهم خلال سنتين.
تقول ماريا: “تتضمن مجموعة بياناتنا 600% من الشباب المعرضين لخطر الإصابة بالذهان الذين طوروا الذهان أكثر من أي دراسة حالية، مما يسمح لنا برؤية نتائج مهمة إحصائيًا في تركيب الدماغ”، وتضيف: “لكن الاختلاف بين ما إذا كان الشاب معرضًا لخطر تطور الذهان أم لا هي قليلة جدًا إلى الحد الذي يجعل رؤية الفرق على مستوى الفرد مستحيلة، لذا فالمزيد من العمل مطلوب”.
يمكن أن يساعد البحث في اكتشاف الحالة مبكرًا وتوفير علاجات أكثر استهدافًا لها، وتطوير درجة مخاطر الذهان وتحديد أنواعه المختلفة بدقة أكبر.
يرغب فريق البحث في أن يبحث بشكل أكبر في كيفية تغير شكل الدماغ على مدى فترة زمنية أطول، خاصة سنوات المراهقة حيث تبدأ الأعراض في الظهور. يقول عالم الاعصاب دينيس هيرناوس: “درس الباحثون حتى الآن كيف تختلف أدمغة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالذهان في وقت معين. تتمثل الخطوة التالية المهمة في فهم تغيرات الدماغ بشكل أفضل بمرور الوقت، والتي يمكن أن توفر أدلة جديدة حول الآليات الأساسية ذات الصلة بالذهان”.
–