الشاعر والإعلامي المهجري صبري أندريا
يمثّل الأدب المهجري محطةً هامةً من محطات الأدب العربي؛ ورغم كثرة الأبحاث والدّراسات عنه، لكنّها ركّزت على أعلام معيّنين فيه، بينما لم تَحفل بكثيرٍ من بقيّة أعلامه، واكتفت بالمُرور على نتاجهم الأدبي مُروراً سريعاً أو عابراً أو مُقتضباً. وهذا الأمر لايخفى على كثيرٍ من دارسي هذا الأدب أو المَعْنيين به. وقد مضى هذا التقصير أبعدَ من ذلك عندما أغفل بعضاً من أدباء المهجر إغفالاً تاماً.
ومن جملة من أغفلته الدراسات تماماً الشاعر والإعلامي المهجري صبري اندريا حتى لايكاد يعرفه أحد، لانجد له أي ذكر في مراجع الأدب المهجري.ولولا صحافة المهجر لمات ذكره بلا رجعة.
ولد صبري أندريا في دمشق عام 1883م في حي باب توما الدمشقي القديم. ثمّ هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1908م تقريباً سعياً وراء الرزق وتحت إغواء الهجرة التي كانت في أوجهها حيئنذٍ.
ثمّ أصدر بالاشتراك مع الشاعر المهجري نسيب عريضة كتاب (التقويم السوري الأمريكي ودليل المهاجرين).
أسس صبري أندريا سنة 1933م برنامج على الراديو سمّاه (ليالي العرب) في نيويورك.وقد تكون هذه أول إذاعة عربيّة في المهجر. وقد دأب أندريا على الإعلان عن حلقات البرنامج بشكل دوري في الصحف والمجلات، مثل جريدتي السائح والسّمير. وربما يحقّ لنا بعد ذلك أن نطلق عليه لقب الإعلامي العربي المهجري الأوّل.
لقد نشر الأديب إيليا أبو ماضي صاحب جريدة السمير كلمةً في حفلة تأبين صبري أندريا تحت مُسمى (شُجيرة الورد).
أخيراً، جمع الدكتور والباحث السوري د.حسان قمحية (ديواناً للشاعر ضمّ 13 قصيدة فقط) . ومنها :
جاهدْت عُمرك في التّجارب أعزَلا وخرجتَ من حَربِ الزّمان مُكَلَّلا
وازْدنتَ في هَذي الحياةِ بطاعةِ الله التي هي للفتى خَيرٌ الحُلى
ويروح تَقوًى مع صفاءٍ طَويَّةٍ قد كنتَ ما بين الأنام الأوّلا
ويمحضِ إخلاصٍ وثبتِ صداقةٍ فُقت الزّمانَ مُكرّماً ومُفضّلا
فداهمتَ من عهدِ الحداثةِ بالعُلوم، ولم تكن من درسِها مُتمَلملا
تحرير: آلاء دياب
المصادر والمراجع:
صبري اندريا، جمعه وقدّم له: د.حسان قمحيّة، دار الإرشاد، 1، 2020م