–
لا يزال العلماء يبحثون في أعراض فيروس كورونا منذ ظهوره لأول مرة في ديسمبر 2019، بما في ذلك أعراضه غير الاعتيادية، والآن أظهر تحليل جديد أحد أعراضه الجديدة، والتي هي حالة عصبية نادرة.
التهاب النخاع المستعرض الحاد (ATM) هو التهاب في النخاع الشوكي يمكن أن يسبب الألم والشلل ومشاكل حسية. تم الكشف عنه في 43 حالة من حالات كوفيد-19 في البالغين في 21 دولة، تراوحت أعمارهم بين 21 إلى 73 عامًا، إضافة إلى 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 14 عامًا.
يُقدر معدل حدوث التهاب النخاع الشوكي المستعرض الحاد خلال أي عام بحوالي 1.34 إلى 4.6 حالة فقط لكل مليون شخص، لكن خلال فترة 10 أشهر فقط كانت نسبة حدوثه بين مرضى كورونا وحدهم حوالي 0.5 حالة لكل مليون شخص.
يقول الباحثون: “وجدنا أنّ التهاب النخاع الشوكي هو من مضاعفات كوفيد-19 العصبية المتكررة بشكل غير متوقع”، كما أشاروا إلى أنّ وقت ظهور هذه المضاعفات لدى أغلب الحالات (حوالي 68%) كان من 10 أيام إلى 6 أسابيع، مما قد يشير إلى ظهور مضاعفات عصبية تحدث بعد العدوى بوساطة استجابة جسم المريض للفيروس.
في هذه الحالات ال43، وُجد أنّ إصابات النخاع الشوكي تؤدي إلى شلل رباعي وشلل نصفي، مع مشاكل أخرى مثل فقدان السيطرة على المثانة.
تم إجراء البحث بعد اكتشاف حالة في بنما، ثم تم جمع حالات أخرى من المؤلفات العلمية المنشورة بين مارس 2020 إلى يناير 2021.
ووفقًا لاستنتاج الفريق فهذه المراجعة العلمية تؤكد أنّ التهاب النخاع الشوكي يعتبر شائعًا باعتباره أحد المضاعفات العصبية المرتبطة بعدوى كورونا في جميع أنحاء العالم، وقد يكون مسؤولًا عن 1.2% من المضاعفات العصبية الناجمة عن الفيروس.
نظرًا لكون هذا الالتهاب معروف بأنّه حالة مناعية (أي أنّ السبب الرئيسي غير معلوم، لكن جهاز المناعة والعمليات الالتهابية في الجسم يشاركان في حدوثها)، يشير الباحثون إلى وجود بعض الآليات المناعية المحتملة التي يمكن أن تفسر كيف تؤدي الإصابة بالفيروس إلى هذا المرض.
أيضًا، لاحظ الباحثون أنّ 3 حالات من التهاب النخاع الشوكي حدثت في تجارب لقاح أسترازينيكا. وأثناء فحص كل منها، لاحظوا أنّهم قد يتوصلون إلى دليل على آليات المناعة المعنية.
يقول الباحثون أنّه لا يزال سبب هذا الالتهاب مجهولًا، لكن من الممكن أن تكون مستضدات (SARS-COVID-2) الموجودة في اللقاح تحفز آليات المناعة التي تؤدي إلى الالتهاب.
في حين أنّ فيروس كورونا قد يمكن السيطرة عليه في العديد من بلدان العالم (على الرغم من تهديد سلالات جديدة) فإنّ الأبحاث حول تأثيراته ستستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الوباء.
–
ترجمة: إيلاف رضا