–
وجدت دراسة حديثة أنّ التعرض لطفيلي التوكسوبلازما غوندي (المقوسة الغوندية) الذي يتكاثر في القطط وينتقل غالبًا إلى البشر عن طريق اللحوم النيئة، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدماغ، فقد وجد الباحثون صلة بين وجود الأجسام المضادة للمقوسة الغوندية في دم البشر، مما يشير إلى تعرض سابق للطفيلي، وتطور الورم الدبقي، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدماغ.
ذكرت آنا كوجيل، عالمة وبائيات السرطان والمشاركة في تأليف الدراسة، أنّ النتائج تشير إلى أنّ الأفراد الذين يتعرضون بشكل أكبر لطفيلي المقوسة الغوندية هم أكثر عرضة لتطوير ورم دبقي، كما نبّهت إلى أنّ النتائج الحالية تحتاج إلى تكرار في مجموعة أكبر وأكثر تنوعًا من الأفراد، وأنّ متوسط خطر الإصابة بالورم الدبقي لا يزال منخفضًا.
يقول عالم الأوبئة والمشارك في الدراسة جيمس هودج: “هذا لا يعني أنّ المقوسة الغوندية تسبب الورم الدبقي في جميع الحالات، فبعض الأشخاص المصابين بالورم الدبقي ليس لديهم أجسام مضادة للمقوسة الغوندية، والعكس صحيح”.
تصيب المقوسة الغوندية معظم الحيوانات ذات الدم الحار، بما في ذلك البشر، لكنّها تتكاثر جنسيًا فقط في القطط، وعلى الرغم من أنّ البشر يمكن أن يتعرضوا للطفيلي عن طريق جمع فضلات القطط المصابة، فإنّ أكثر طرق التعرض شيوعًا هي تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا لحيوان مصاب.
عدوى المقوسة الغوندية، المعروفة باسم داء المقوسات، شائعة، وتؤثر على ما يقدر بنحو 2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم و40 مليون في الولايات المتحدة.
معظم المصابين بالعدوى لا تظهر عليهم أعراض، لأن أجهزة المناعة لديهم تبقي الطفيلي تحت السيطرة، لكن في حالات نادرة يمكن أن يسبب الطفيلي أعراضًا خطيرة كفقدان الرؤية.
وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، الورم الدبقي هو سرطان قاتل، وهو النوع الفرعي الأكثر فتكًا، إذ يقدر معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات من الإصابة بالورم بنسبة 6% في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 عامًا فأكثر.
أيضًا، وجد الباحثون أنّه كلما كانت مستويات الأجسام المضادة للمقوسة الغوندية في الدم أعلى كلما زاد خطر تطور الورم الدبقي.
يقول مؤلفوا الدراسة أنّها أول دراسة محتملة للتبليغ عن وجود علاقة بين التعرض للمقوسة الغوندية وتطور الورم الدبقي، وفي حين أنّ معظم عوامل خطر الورم الدبقي غير قابلة للتغيير، إلا أنّ التعرض للطفيليات هو شيء يمكن للناس تجنبه.
يقول طبيب الأمراض العصبية الدكتور كريغ هوربينسكي: “تقترح الدراسة وجود ارتباط بين التعرض للمقوسة الغوندية وتطور الورم الدبقي، وإذا كان هذا صحيحًا فإنّ منع هذا التعرض قد يقلل من خطر تطور هذه السرطانات القاتلة”.
وفقًا للباحثين، المزيد من الدراسات والبيانات مطلوبة لتحديد العلاقة بين التعرض للطفيليات وتطور الورم الدبقي، فالبيانات الحالية مثيرة للاهتمام لكنها ليست كافية لاستخلاص أي استنتاجات حاسمة.
–