–
جاء في وقتٍ سابق وفي تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “بالنظر إلى كمية الأموال التي ننفقها، على ناسا ألّا تتحدث عن الذهاب إلى القمر، فقد قمنا بذلك مسبقًا قبل 50 عامًا”.
وأضاف: “يجدر بهم أن يصبّوا جُلّ تركيزهم على الأمور الأهم، بضمنها المريخ، والذي يشكّل القمر جزءًا منه، إلى جانب الدفاع والعلوم”.
من الحقائق المسلَّم بها أنّ رواد الفضاء الأمريكيين قد هبطوا بالفعل على سطح القمر قبل 50 سنة، بغض النظر عمّا يقوله أصحاب نظرية المؤامرة.
لكن قد يكون ما أراده ترامب هو أن يعيد النظر في توجيهات سياسة الفضاء التي وقّعها في سنته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، إذ كان مفادها أنّ على ناسا العودة إلى سطح القمر. بإمكانه أيضًا إعادة مشاهدة خطاب نائب الرئيس بينس، والذي أعطى فيه ناسا مهلة قدرها 5 سنوات لإتمام مهمة القمر، كما قد يكون من الجيد إعادة النظر في طلب إدارته من الكونغرس بإضافة 1.6 مليار دولار إلى ميزانية ناسا لهذا الغرض.
لقد صاغت ناسا طموحاتها المتعلقة بالقمر كنقطة انطلاق لمهمة بشرية محتملة إلى الكوكب الأحمر، ومن المرجّح أنّ هذا ما أشار إليه ترامب حين وصف القمر بأنّه “جزء” من المريخ.
لكن تجدر الإشارة هنا إلى أنّ القمر ما هو إلّا جرم تابع لكوكب الأرض، ويُحتمل أنّ أدق وصف يمكن الإتيان به لوصف القمر هو أنّه جزء من كوكبنا، فالصخور التي جلبها رواد رحلة أبولو معهم تُظهر أنّ المواد القمرية تحمل بصمات كيميائية تكاد أن تطابق تلك الموجودة على كوكب الأرض. كما يعتقد العلماء بأنّ القمر تشكّل من الحطام الناتج عن اصطدام هائل حدث في قديم الزمان بين كوكب الأرض وكوكب بدائي يدعى “ثيا” لم يعد له أيُّ أثر الآن.
يُذكر أنّ لكوكب المريخ قمران يُدعيان فوبوس وديموس، وقد اُستُمدّت هاتان التسميتان من كلمتي “الهلع” و”الفزع” في اللغة الإغريقية، إلا أنّ هذين الجُسيمين والكوكب الذي يدوران حوله قد يكونون في أيّ مكان يبعد حوالي 34 إلى 249 مليون ميل عن قمرنا.
–