–
تبدأ النجوم حياتها حين يشتعل اندماج الهيدروجين في أنويتها الكثيفة والساخنة. تحاول قوة الجاذبية ضغط كل جزء من النجم إلى أسفل وتقليصه إلى نقطة صغيرة، لكن الطاقة المنبعثة من الانصهار تُدفع للخارج، مما يخلق توازنًا دقيقًا يمكن أن يستمر لملايين أو حتى تريليونات السنين.
تعيش النجوم الصغيرة لوقت طويل جدًا بسبب صغر حجمها، فهي لا تحتاج الكثير من الطاقة لموازنة قوة الجاذبية الداخلية، لذا تحتاج جزءًا بسيطًا جدًا من مخزون الهيدروجين الخاص بها. تدور الأغلفة الجوية لهذه النجوم باستمرار، ساحبةً الهيدروجين من الطبقات الخارجية نحو الأسفل إلى النواة، حيث يمكن أن تغذي الاشتعال المستمر.
حين تكبر النجوم الصغيرة، تصبح أكثر إشراقًا باستمرار حتى تتلاشى وتصبح كتلة خاملة مملة من الهيليوم والهيدروجين تدور حول الكون وبالكاد تتدبر أمر نفسها.
بالنسبة للنجوم الكبيرة فالأمر أكثر عنفًا بكثير، فبسبب الكتلة الكبيرة لهذه النجوم يجب أن تحدث تفاعلات الاندماج بشكل أسرع من أجل الحفاظ على التوازن مع الجاذبية. لهذه النجوم أعمار قصيرة، فهي تموت في غضون بضعة ملايين من السنين فقط.
الحجم الهائل لهذه النجوم يعني أنّ هناك ضغط جاذبية يكفي ليس فقط لدمج الهيدروجين ولكن أيضًا الهيليوم والكربون والأوكسجين والمغنيسيوم والسيليكون، فيتم إنتاج عدد كبير من عناصر الجدول الدوري داخل هذه النجوم العملاقة مع قرب موتها.
تقوم هذه النجوم بتكوين نواة حديدية، تضغط المواد المحيطة بالحديد على اللب، فتنكمش النواة إلى كثافات مذهلة بحيث تندفع الإلكترونات داخل البروتونات، محولةً النواة بأكملها إلى كرة عملاقة من النيوترونات، هذه الكرة النيوترونية قادرة مؤقتًا على مقاومة الانهيار، مما يؤدي إلى انفجار سوبرنوفا (المستعر الأعظم).
إنّها واحدة من أروع المناظر في الكون بأكمله، حين تحدث المستعرات العظمى ضمن منطقتنا في المجرة، إذ تكون الانفجارات ساطعة بما فيه الكفاية لتظهر خلال النهار، ويمكن أن تكون أكثر سطوعًا حتى من البدر في الليل.
النجوم متوسطة الحجم هي التي تعاني من أسوأ مصير، فهي كبيرة جدًا لتنفجر بهدوء في الليل وصغيرة جدًا لتطلق انفجار سوبرنوفا، فتتحول بدلًا من ذلك إلى وحوش بشعة قبل أن تقلب نفسها في النهاية رأسًا على عقب.
بالنسبة لهذه النجوم المتوسطة (كالشمس) فالمشكلة هي أنّه بمجرد تكوّن كرة من الأوكسجين والكربون في اللب، لا توجد كتلة كافية حولها لتدمجها في أي شيء أثقل، لذا تبقى الكرة هناك وتزداد سخونة يومًا بعد يوم. الباقي من النجم يتفاعل مع ذلك الجحيم في اللب، منتفخًا ومتحولًا إلى عملاق أحمر.
في آخر لحظاته قبل الموت، يقذف نجم متوسط الحجم أحشاءه ليشكل سديمًا كوكبيًا فوارًا، تحيط خيوط رقيقة من الغاز والغبار نواة الكربون والأوكسجين المكشوفة في المركز، وحين تتعرض لفراغ الفضاء تحصل هذه النواة على اسم جديد: قزم أبيض.
يقوم القزم الأبيض بإضاءة السديم الكوكبي المحيط به، مما يشحنه بالطاقة لمدة 10000 سنة قبل أن تبرد الجثة النجمية.
على الرغم من أنّ رؤية السديم الكوكبي في التلسكوب أمر جميل ومذهل، فهو في الحقيقة نتاج موت عنيف ومؤلم لنجم فاتن.
–