–
لم نسمع من قبل أنّ أحدًا ما قال: “أتمنى أن تقل ساعات اليوم”. مع ذلك، فالأرض لا تبطىء سرعتها لأجلنا، بل في الحقيقة، بحسب مسؤولي الوقت العالمي، فإنّ الأرض تزيد من سرعتها، ممّا يستحثنا على تقديم اقتراحات لتقليص الدقيقة ثانية واحدة، حسب ما صرحت به صحيفة التلغراف Telegraph.
تُظهر البيانات أنّ الدوران اليومي بواقع 24 ساعة يتناقص تدريجيًا، مما يجعل اليوم أقصر. على سبيل المثال، دام يوم الأحد 23 ساعة و59 ثانية و59.9998927 جزء من الثانية، وعلى الرغم من ازدياد سرعة دوران الكوكب او انخفاضها قليلًا بين يوم وآخر بسبب التغيرات الأرضية أو السماوية، فإنّ اتجاهات التقويم الفلكي تشير إلى أنّ السنوات الأخيرة أصبحت أقصر بشكل عام. مثال على ذلك، تغلب عام 2020 على أقصر يوم لعام 2005 بواقع 28 مرة، ومن المقرر أن يكون عام 2021 أقل بنحو 19 ملّي ثانية من السنة الاعتيادية، بمتوسط عجز يومي يبلغ 0.5 ملّي ثانية.
مراقبو الساعة في العالم معتادون على تعديل الوقت، فمنذ تطوير الساعة الذرية في الستينيات، تمت إضافة “الثواني الكبيسة” 27 مرة لتعويض تباطؤ الدوران.
كانت آخر مرة تمت فيها المطالبة بالتعديل في عام 2016، ومنذ ذلك الحين بدأت الأرض تدور بشكل أسرع من المعتاد، والآن يقترح العلماء إمكانية إضافة “ثانية كبيسة سلبية” من أجل تحقيق التوازن مع موقعنا في الفضاء.
في تصريح لصحيفة التلغراف، قال بيتر ويبرلي، كبير الباحثين في مجموعة الوقت والتردد في المختبر الفيزيائي الوطني: “من المؤكد أنّ الأرض تدور أسرع الآن من أيّ وقت مضى خلال الخمسين عامًا الماضية”. وتابع: “من المحتمل جدًا أن تكون هناك حاجة إلى ثانية كبيسة سلبية إذا زاد معدل دوران الأرض بشكل أكبر، ولكن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان من المحتمل حدوث ذلك”، كما أضاف أنّ “مناقشة دولية حول مستقبل الثواني الكبيسة” ستحدد ما إذا كان ضباط الوقت سيواصلون محاولاتهم للتعويض عن الوقت الضائع.
قد لا يتم الشعور بالفرق الجزئي على نطاق فردي، لكن الآثار المترتبة على ذلك بالغة الأهمية للعلم والتكنولوجيا، حيث تعتمد أنظمة الاتصالات والملاحة عبر الأقمار الصناعية على التوقيت المتوافق مع الكون.
تم تكليف الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية، التي مقرها في باريس، بإعلان الثواني الكبيسة المخطَّط لها لدول العالم، لكن البعض يجادل بأنّ ممارسة إضافة الثواني وإزالتها لتصحيح الوقت قد يسبب ارتباكًا أكثر مما قد ينفع.
في عام 2012، تسببت الثانية الكبيسة الإضافية في تعطل الخادم عبر عدد من مواقع الإنترنت، بما في ذلك مواقع Reddit وYelp وLinkedIn، كما أدّت أيضًا إلى عرقلة عمل مَن يستخدمون أنظمة تشغيل Linux، والبرمجيات التي تستخدم Javascript.
نتيجة لذلك، دُفع بعض قادة الدول من أجل التخلص تمامًا من تصحيحات الثانية الكبيسة لصالح استخدام ساعة ذرية بلا قيود. ووفقًا لصحيفة التلغراف، سيُترك هذا القرار في النهاية للمؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2023.
–