–
خمسة عشر سنة من دراسة تأثير الحرارة على القطب الشمالي وضحت لنا شيء: خلال مدة قصيرة أَثر التغير المناخي على القطب الشمالي بشكل جذري.
يقول جاكي ريختر مينج، عالم المناخ بجامعة ألاسكا فيربانكس ومحرر تقرير القطب الشمالي 2020، الذي صدر في 8 ديسمبر في الاجتماع الافتراضي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي: استمرار تحطيم الأرقام القياسية المؤسف (مثل لعبة إضرب الخلد). فمن انخفاض كميات الثلج الى ارتفاع درجات الحرارة، استمرت الأرقام بالارتفاع. فعلى سبيل المثال، في كانون الثاني تم تسجيل ارتفاع درجة حرارة في منطقة القطب الشمالي والذي وصل الى 38° درجة سيليزية (100.4° بمقياس Fahrenheit).
حيث تقلص الجليد الشتوي على بحر بيرنغ إلى أدنى مستوى له في 5500 عام.
يقول ريشتر مينج: “لكن وبصراحة تامة، فإن أكبر عنوان رئيسي هو استمرار وزيادة الحرارة”. في عام 2007، بعد عام واحد فقط من أول تقرير للقطب الشمالي، وصل الجليد البحري في الصيف إلى مستوى قياسي منخفض، حيث تقلص إلى مساحة 1.6 مليون كيلومتر مربع أصغر من العام السابق، وبعد ذلك، بعد خمس سنوات فقط، لاحظت بطاقة التقرير انخفاضًا جديدًا بنسبة 18% أقل من عام 2007. وفي عام 2020، لم يسجل الجليد في البحر رقماً قياسياً ولكن ليس بسبب قلة المحاولة: فقد كان لا يزال ثاني أدنى مستوى مسجل في آخر 42 سنة.
واختتم التقرير بالآتي “التغيرات التي تحدث في المحيط الشمالي تحدث ليتحول الى محيط اكثر دفئاً واقل تجمداً ويتغير بيولوجيًا على قدم وساق.”
وهو يتغير بشكل أسرع من المعتقد. حين قدم الباحثون التقرير السنوي في عام 2006،كان المعدل السنوي لدرجة حرارة الرياح يرتفع من إثنان الى ثلاثة اسرع من اي مكان اخر على سطح الأرض. يقول ريتشرد مانيج، خلال العشرين سنة الماضية أصبح القطب الشمالي دافئ عند 0.77 درجة مئوية لكل عقد، بالمقارنة مع المتوسط العالمي الذي يقدر بـ 0.29 درجة مئوية لكل عقد.
و يقول ريتشرد ايضا، ساعد التطور التقني الباحثين خلال الـ ١٥ عشر سنة الماضية بأن يوضح لهم بشكل اكثر دقة تأثير الدفئ المتزايد وكيف ان النواحي المختلفة للتغير المناخي للقطب الشمالي مترابط مع بعضه البعض. وتتضمن هذه التطورات القدرة على قياس كتلة الجليد: عن طريق قياسات الجاذبية المأخوذة بطريقة استعادة الجاذبية وتجربة الاقمار الصناعية المناخية (GRACE). اثبتت الاقمار الصناعية الأخرى ملاحظات إضافية من أعلى أثناء القياسات على الأرض، كأستخدام مرصد الانجراف متعدد التخصصات لدراسة مناخ القطب الشمالي (MOSAIC). قدمت عن قرب قياسات الجليد البحري. بدأ التقرير ايضا يتضمن المراقبة الارضية للسكان الاصليين للقطب الشمالي الذين يواجهون هذه التغيرات مباشرةً.
كشفت ايضا التغييرات عن القليل من النقاط المضيئة، لكن إحداها هو ارتداد الحيتان مقوسة الرأس، التي تم اصطيادها لتصل الى الانقراض تقريباً في مطلع القرن العشرين.
وبينما يحرص الباحثون على ملاحظة أن الحيتان لا تزال معرضة للخطر، فإن المجموعات الأربعة للحيتان (Balaena mysticetus) تتراوح الآن من 218 في بحر Okhotsk إلى حوالي 16800 في بحار Bering وChukchi و Beaufort. يقترح الباحثون أن ارتداد الحيتان يرجع، جزئيًا على الأقل: إلى الاحترار الذي حدث على مدار الثلاثين عامًا الماضية. إن ذوبان الجليد في البحر وازدياد حرارة المياه السطحية يعني المزيد من قريدس البحر وغيرها من الحيوانات.
لكن للأسف هذه الأخبار السارة المحتملة طغت عليها الأخبار السيئة. يقول مارك سيريز، عالم المناخ في المركز القومي لبيانات الجليد والثلوج في بولدر، كولورادو، والذي لم يشارك في تقرير هذا العام، “كان هناك تراكم للمعرفة والرؤى التي اكتسبناها على مدار 15 عامًا”. إن بحث عام 2020 “يثير العجب بشأن التغييرات التي حدثت”. “الحيتان مقوسة الرأس تتواجد بشكل جيد، ولكن هذا كل ما في الأمر.”
ترجمة: زهراء ثائر
تدقيق وتعديل الصورة: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا