في ضباب الاكتئاب، قد يصعب عليك احياناً مغادرة السرير ومهامك اليومية لن تكون مزعجة فقط بل ستبدو بلا هدف ايضاً. ستشعر و كأن الأخبار السيئة اسوء والأخبار الجيدة ليست بذات التأثير السعيد. قد يؤثر الأكتئاب على أحاسيس الناس لكنه أيضاً يؤثر على طريقة تفكيرهم.
عدة تقارير تبين بأن الأكتئاب يؤثر على الذاكرة حيث أن الناس الذين يعانون من الاكتئاب سيعانون من سوء الذاكرة أيضاً. مثلا، يمكن ان يتذكر المريض بالاكتئاب ذهابه في اجازة لكنه قد لا يتذكر تفاصيل الأجازة ذاتها.
و بينما تتأثر ذاكرة مرضى الأكتئاب حين يتعلق الأمر بالتفاصيل إلا أنهم لن يعانوا من ذات المشكلة في تذكر الأحداث والذكريات السلبية، حيثُ أُجريت تجربة في عام ٢٠١٤ تضم مجموعتين من الناس، أُناسٌ عانوا من الأكتئاب و أناسٌ لم يعانوا منه و وُجِد أنَ من عانوا من الأكتئاب كانوا أفضل في تذكر الكلمات السلبية بينما من لم يعانوا من الاكتئاب كانوا افضل في تذكر الكلمات الأيجابية.
وفي بحث أُجري عام ٢٠٠٧ حول تأثير الذكريات الأيجابية على المزاج وَجَد أنه حين يتذكر المصابون بالاكتئاب ذكريات سعيدة فأن مزاجهم يزدادُ سوءا و من كانوا مصابين بالاكتئاب فأن مزاجهم الحزين لا يتغير حين يتذكرون ذكريات سعيدة.
لكن قد يمكننا الدماغ من معرفة بعض مسببات هذه الحالة.
حيث وجد أنَ منطقة الحُصين – hippocampus – تكون اصغر عند مرضى الاكتئاب، و هي منطقة موجودة في الدماغ مسؤولة عن التعلم و الذاكرة و تكون حساسة جداً للقلق.
قد لا يكون هذا الأمر سبباً شاملاً، و مؤكدٌ أنَ هذهِ المعلومة لا توفر صورة عامة للعلاقة الموجودة بين المشاعر و مشاكل الذاكرة، إلا أنَ البحوث ما زالت مستمرة لأستكشاف هذه العلاقة.
إعداد: فاطمة صباح
تعديل الصورة: فرات جمال
المصدر: هنا