–
بعد قضاءِ يومٍ من العزلة التامة عن أيِّ شخصٍ آخر، تتحفَّز أدمغة الناس عند رؤية التجمعات، كدماغِ شخصٍ جائع يرى الطعام، وذلك بحسب تقريرٍ أفاد به علماء في علم الأعصاب الطبيعي بتاريخ 23 نوفمبر.
قامت عالمة علم الأعصاب المعرفي ليفيا توموفا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وزملاؤها، بجمع 40 مشاركًا في تجربة الصيام لمدة 10 ساعات عن الطعام. في نهاية اليوم تحفَّزت بعض الخلايا العصبية في الدماغ المتوسط عند رؤية صور البيتزا وكيك الشوكولا، تلك الخلايا العصبية – التي تقع في الجزء المكتنز من المادة السوداء والمنطقة السقيفية البطنية – وظيفتها إنتاج الدوبامين وإرسال الإشارات الكيميائية المرتبطة بالمكافأة، إضافةً إلى وظائف أخرى.
في يومٍ مختلف، خضعَ نفس الأشخاص من تجربة الصيام لعشر ساعات لتجربة البقاء في العزلة (بدون أصدقاء، وبدون مواقع التواصل الاجتماعي)، النتيجة كانت أنَّ الخلايا العصبية في منطقة الدماغ المتوسط تحفَّزت استجابةً لصور أشخاص يتحدثون أو يمارسون الرياضات الجماعية، وكُلّما زادت مدّة عزل المتطوعين كان تأثُّر وتحفُّز خلاياهم العصبية أقوى.
الأشخاص الذين صرَّحوا بأنَّهم كانوا أكثر وحدة بشكلٍ عام كانت الاستجابات الاجتماعية لديهم ضعيفة. تقول توموفا: “نحنُ لا نعرف في الحقيقة ما سبب ذلك، ربَّما العزلة لا تؤثر عليهم بالفعل لأنَّها شيء لعلّه لا يختلف كثيرًا عن حياتهم اليومية”.
الدماغ المتوسط، والذي يؤدي دورًا هامًا في تحفيز الإنسان للبحث عن الطعام أو الأصدقاء أو القمار أو المخدرات، يستجيب للطعام و الإشارات الاجتماعية حتى لو كان الشخص لا يشعر بالجوع أو الوحدة.
رغمَ ذلك، يمكنُ دائمًا لأيِّ شخصٍ تناول الطعام والخروج، لكنَّ الجوع والشعور بالوحدة يزيدان من ردّة الفعل ويجعلان ردود فعل الأشخاص حكرًا على الشيء الذي ينقصهم.
تقول توموفا، التي تعمل حاليًا في جامعة كامبريدج، أنَّ النتائج تتحدَّث عن وضعنا الحالي في ظل جائحة كورونا، لقد تسبَّب كوفيد-19 بالكثير من العزلة الاجتماعية، ممّا يُعرِّض الصحة العقلية والجسدية للخطر، إضافةً لذلك فهو يولِّد لدى الإنسان رغبةً شديدة في تناول الكثير من الطعام، لذلك “من المُهم النظر إلى البُعد الإجتماعي لهذا النوع من الأزمات”.
ترجمة: ضحى مهند
تدقيق: فاطمة الزهراء جبار
تعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا