عندما نقرأ من السهل علينا جدًا أن نقول بالتفصيل الكلمات الفردية لأن في اللغة المكتوبة مسافات تُستخدم لفصل كل كلمة عن الكلمة التي تليها ولكن هذا لا ينطبق على اللغة المسموعة؛ فالكلام هو مجرى الصوت أي أن المتلقي هو من تقع على عاتقهِ مهمة فصل الكلمات ليفهم ما يتحدث عنهُ المتكلم.
هذهِ المهمة ليست بالمهمة الصعبة على الأشخاص البالغين الذين اعتادوا على كلمات لغاتهم .. ولكن ماذا عن الأطفال الذين لا يملكون تجربة لغوية بعد؟ أو كيف يستطيع الأطفال القيام بعملية فصل الكلمات الفردية التي يسمعونها كل يوم وفي كل مكان؟
كباحث مهتم بتعلم اللغة المبكر، أنا مذهول بكيفية استطاعة الأطفال على اكتساب المعلومات من لغاتهم، وكيف يستطيع الأبوين ومقدمي الرعاية أن يساعدوهم في هذهِ المهمة يبدأ الأطفال بتعلم اللغة ليس من خلال الاستماع للكلمات المفردة فحسب ولكن من خلال إيقاع وترتيل مجرى الكلام وكذلك إيقاع ومدى صخوبة المقاطع اللغوية.
الأبوان في بعض الأحيان يبالغون في هذهِ المميزات اللغوية عندما يتحدثون مع أطفالهم حديثي الولادة ولكن في حقيقة الأمر هذا أمر مهم في التعليم المبكر للغة . حتى قبل أن يولد الطفل مشروع تعلم اللغة يبدأ في الثلث الثالث من فترة الحمل عندما تنمو أذن الطفل بشكل كافي اذ ان أنماط ترتيل كلام الأم ينتقل عبر سوائل الرحم، مثل فكرة الاستماع إلى شخص يتكلم داخل حوض للسباحة حيث من الصعب تمييز الكلمات المفردة.
ولكن الإيقاع والترتيل يكون واضح جدًا وبمرور الوقت عندما يولد الطفل عادة يفضل لغة الأم وخلال هذهِ المرحلة الطفل يكون قادر على تحديد اللغة من خلال أنماط الترتيل . و على سبيل المثال المتحدثون الروس والفرنسيون يضعون تشديدهم في الكلام بمناطق مختلفة في الكلمات والجمل، لذالك فان إيقاع هاتين اللغتين مختلف عن بعضهما البعض.
وإلى عمر الأربعة أعوام يبدأ الأطفال باستخدام هذه المعلومات لتمييز لغتهم الأم عن اللغات الأخرى غير المألوفة.
وهذا يعني أن الأطفال الرضع لديهم الاستعداد لتعلم لغتهم التي تحيط بهم، وكذلك لديهم اهتمام اكبر بلغتهم الأم وعندما يبدأ الطفل برسم اهتمامهُ بلغتهِ الأم يبدأ إيضًا بتعلم مميزات وأنماط لغتهِ أيضًا.