من المعروف أن العناكب القافزة تتسم بنظام رؤية خارق يفوق الموجود عند أقرانها، ولكن دراسة حديثة أثبتت ولأول مرة أن هذا النوع من العناكب -ايضا- يُمْكِنُها السماع لمسافة أبعد بـكثير مما كان يُعتقد. حيث أستخدم الباحثون في دراستهم الأقطاب المايكروية ليظهر أستجابة الأعصاب السمعية لهذهِ العناكب لـمسافة تصل لـ ( ثلاثة امتار ) .
وأظهرت أبحاث اُخرى أن الخلايا العصبية لدى هذه العناكب لها نفس الأستجابة المتولدة سواء من تحفيز الشعر الموجود على أرجل وجسد هذه العناكب أو الأستجابة التي تولدها الأصوات القريبة، وهذا يثبت بالدليل القاطع ان الشعر الذي يستجيب لنسمات الهواء الرقيقة كذلك يستجيب بنفس الدرجة للموجات الصوتية.
حيث قال (روي هون ) وهو اُستاذ علم الأعصاب في جامعة كورنيل ورئيس فريق الباحثين الذين قاموا بهذهِ الدراسة: “نحن الوحيدون وأول من قام بالتنصت لدماغ العناكب”.
و قام (جيل ميندا) وهو أحد أفراد فريق الباحثين بـإبتكار طريقة جديدة لمراقبة النشاط العصبي لدى العناكب يختلف تماماً عن الطرق التقليدية التي تقوم على قتل العنكبوت ومن ثم تشريحه، حيث تعتمد الطريقة الجديدة على تقنية الإثارة العميقة للدماغ التي توظف أقطاباً كهربائية صغيرة جداً لهذا الغرض، وقام كذلك بتعريض العناكب للموجات الصوتية ولاحظ أستجابتها للموجات ذات التردد العالي وبعض الموجات ذات التردد المنخفض التي تصل لـ 90 هرتز وهو نفس التردد الصوتي الصادر من أجنحة الدبابير الطفيلية والتي تُعتبر من ألد أعداء العناكب، والتي يُمكن أن تجعل من العناكب طعاماً لصغارها .
وقد لوحظ عند تعريض هذه العناكب لموجات صوتية ذات تردد 900 هيرتز، إنها تتجمد في مكانها كرد فعل لا إرادي عند الشعور بالخطر لتتفادى خطر كشفها من قبل الدبابير التي ترصد أي حركة، من ثم تقوم بالهرب .
وأوضح (ميندا) بـأن هذهِ النتائج ستُغير وجهة نظر العلماء في كيفية معيشة العناكب وسلوكها .