كانت المؤن من الماء والطعام بالإضافة إلى أدوات التقطيع المصنوعة من الأحجار مثل الفؤوس الحجرية وغيرها في أنحاء شرق أفريقيا ولمئات الآلاف من السنين متوازنة لحدٍ ما، إلا أن عالمَ الأحفوريات ريك بوتس (Rick Potts) وفريقه من معهد سميثسونيان في واشنطن قد أثبتوا حصول تقلبات بيئية ومناخية مُتتالية ساعدت في جعل أسلاف البشر أكثر المخلوقات تكيفاً على الأطلاق.
وكان من بينِ هذه التغيرات، ثورات بركانية بدأت تقريباً قبل ٤٠٠,٠٠٠ سنة مضت، حيثُ تسببت بإحداث صدع أدى إلى تفتت القشرة الارضية في أولورجيسيلي (Olorgesailie) ، وهي المنطقة التي عاش بها البشر الأوائل ولمُدة من الزمن تتراوح بين ٤٩٠,٠٠٠-١,٢ مليون سنة والتي يُطلق عليها اسم جنوب كينيا حالياً.
كما أُستبدلت البرك والبحيرات الصغيرة بأحواض وبحيرات أكبر في وقتٍ أصبح به هطول الأمطار متقلباً على فترات متفاوتة، حيثُ أدت فترات الجفاف المتكررة وبشكل متزايد إلى نقص حاد في المياه.
وكذلك شهدت تلك الحقبة من الزمن، تغيرات في السهول العشبية والغابات، مما أدى إلى تقليص أحجام مناطق الرعي المتاحة مما تسبب بمنع الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة للوصول لمناطق الرعي السابقة.
وكما وجد فريق العالم بوتس مؤخراً حيوانات أصغر وبأنظمة غذائية متنوعة كما هو الحال مع الظباء والخنازير، حيثُ ساعدت على بقاء أرض أولورجيسيلي (Olorgesailie) مسطحة خلال العصور الحجرية الوسطى.
وأخيراً وليس آخراً، تُحذِّر عالِمة الآثار لين وادلي (Lyn Wadley) -من جامعة (Witwatersrand) في جوهانسبورغ – من أن سيناريو الازدهار والانكسار في العصور الحجرية الوسطى عند اولورجيسيلي قد لا ينطبقُ على أجزاء أخرى من أفريقيا، حيثُ لم تظهر أدوات الركوب والأدوات ذات الصلة في تلك الأماكن حتى في وقت لاحق، قد يُثبت أن أدوات العصر الحجري الأوسط مفيدة حتى للمجموعات التي تتمتع بموارد مياه وغذاء مستقرة نسبياً!