–
نشر باحثان دراسة في مجلة Nature تفيد بأن المجموعة الجينية الموجودة على الكروموسوم الثالث والمرتبطة بزيادة خطر الإصابة بعلامات تنفسية حادة لـفايروس كوفيد 19 مشابهة جدًا لتسلسل الحمض النووي لإنسان نياندرتال عمره 50000 عام.
لقد اتضح أن هذا النوع الجيني ورثه الإنسان الحديث من إنسان نياندرتال عندما تزاوجوا قبل حوالي 60 ألف عام. أما في الوقت الحالي، فالأشخاص الذين ورثوا هذا النوع من الجينات أكثر عرضة بثلاث مرات للخضوع للتنفس الاصطناعي إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا الجديد SARS-CoV-2.
وقد استكشف الباحثان تواتر مجموعة الجينات في الإنسان الحديث. لتظهر نتائجهم أن ما يقرب من نصف السكان في جنوب آسيا يحملون هذا المتغير الجيني، بينما في أوروبا واحد فقط من كل ستة أفراد حامل له. أما المثير للإهتمام فإن هذا المتغير الجيني كان غائبًا تقريبًا في إفريقيا وشرق آسيا.
يذكر الباحثون أن النمط الفرداني* لإنسان نياندرتال قد يكون مساهمًا كبيرًا في خطر COVID-19 في مجموعات سكانية معينة إلى جانب عوامل الخطر الأخرى، ولا سيما التقدم في السن. وفي اتفاق واضح مع هذا، فقد وجد إن أعلى معدل تكرار في بنغلاديش حيث يحمل 63٪ من السكان نسخة واحدة على الأقل من متغير الخطر، و13٪ متماثلي الألائل* (homozygous). وفي ذات الوقت فإن الأفراد من أصل بنغلاديشي في المملكة المتحدة لديهم حوالي ضعف خطر الوفاة بسبب COVID-19 من عامة السكان (نسبة الخطر 95٪).
لا تقدم الدراسة تفسيرًا لسبب ارتباط هذا المتغير المعين بارتفاع خطر الإصابة بفيروس COVID-19 الشديد، لكن الباحثين يعتقدون أن النتائج التي توصلوا إليها ذات أهمية تاريخية ويجب استكشافها بشكل أكبر، وقد تقدم مثل هذه الأبحاث رؤى حول سبب كون أسلافنا النياندرتاليين معرضين أو غير معرضين لمسببات الأمراض التي سكنت الأرض في ذلك الوقت.
* الأليل هو نسخة أو شكل بديل للجين ولكل جين نسختان (أي زوجاً من الألائل). إن كان كلا الأليلان متطابقين، فالكائن الحامل لها يوصف بمتماثل الزيجوت (متماثل الألائل).
* النمط الفرداني في علم الوراثة هو توليفة من الألائل لمجموعة من الجينات المرتبطة التي تحتل مواقع متجاورة على الكروموسوم، والتي عادة ما يتم توريثها سوياً كوحدة واحدة.
إعداد: تبارك عبد العظيم