–
في وقت ما من العام المقبل، سيتم إطلاق البعوض المعدل وراثيًا في فلوريدا كيز (Florida Keys) في محاولة لمكافحة الأمراض التي تنقلها الحشرات مثل حمى الضنك (Dengue fever) وفيروس زيكا.
تدعو الخطة التي أقرتها منطقة فلوريدا كيز لمكافحة البعوض هذا الأسبوع إلى مشروع تجريبي في عام 2021 يشمل بعوضة الـزاعجة المصرية (Aedes aegypti) المخططة، والتي ليست موطنها الأصلي فلوريدا. لكنها تنقل العديد من الأمراض إلى البشر، لا سيما في سلسلة جزر كيز (Keys island) حيث تم الإبلاغ عن ما يقرب من 50 حالة إصابة بحمى الضنك حتى الآن هذا العام.
الخطة التي تقوم بها شركة التكنولوجيا الحيوية أوكسيتيك (Oxitec) هي إطلاق ملايين البعوض الذكور المعدلة وراثيا للتزاوج مع الإناث اللواتي يلدغن البشر لأنهن بحاجة إلى الدم. ذكر البعوض، والذي لا يلدغ، سيحتوي على تغيير جيني في بروتين يجعل أي ذرية أنثى غير قادرة على البقاء على قيد الحياة – وبالتالي تقليل عدد الحشرات التي تنقل المرض، من الناحية النظرية.
وقال كيفين جورمان (Kevin Gorman) عالم في اوكسيتيك، يوم الخميس في مقابلة عبر الهاتف من المملكة المتحدة أن الشركة أنجزت بنجاح مثل هذه المشاريع في جزر كايمان (Cayman Islands) والبرازيل.
وقد اضاف جورمان: “لقد سارت الأمور بشكل جيد للغاية”. لقد أطلقنا أكثر من مليار من البعوض على مر السنين. ولا توجد امكانية خطره على البيئة أو البشر”.
تشير أوكسيتيك إلى العديد من الدراسات التي أجرتها الوكالات الحكومية، بدءًا من وكالة حماية البيئة الى المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي تؤكد على سلامة المشروع. وقد وافقت العديد من الوكالات الحكومية في ولاية فلوريدا على ذلك أيضا.
ومع ذلك، هناك أشخاص قلقون بشأن استخدام الكائنات المعدلة وراثيًا (GMOs)، التي يعتقدون أنها يمكن أن تغير التوازن الطبيعي للكوكب. وفى اجتماع عقد يوم الثلاثاء لمجلس مراقبة البعوض فى فلوريدا كيز شكك عدة اشخاص فى حكمة المشروع.
قال باري راي (Barry Wray)، مدير تحالف فلوريدا كيز البيئي (Florida Keys Environmental Coalition) لمجلس الإدارة: “ليس لديك فكرة عما سيفعله ذلك”.
ويقول بعض الخبراء ان ما إذا كان البعوض المعدل قادرًا على تحطيم أعداد هذا البعوض في فلوريدا بكفاءة أم لا، يظل سؤالًا مفتوحًا.
وقد قال ماكس مورينو (Max Moreno)، الخبير في الأمراض التي ينقلها البعوض في جامعة إنديانا (Indiana University)، والذي هو غير مشارك في الشركة أو المشروع التجريبي: “لم يمر البعوض الذي تم إنشاؤه في المختبر بعملية انتقاء طبيعية (natural selection process)، حيث لا ينجو منها سوى الأصلح. بمجرد إطلاقهم في البيئة الطبيعية، هل سيكونون مؤهلين مثل الذكور الذين يتواجدون بشكل طبيعي وقادرين على التنافس معهم على قريناتهم؟”
والسؤال الآخر هو ما إذا كان البعوض قد يكون له تأثيرات أخرى غير مقصودة على البيئة. إذا أكل عنكبوت أو ضفدع أو طائر البعوضة ، فهل سيكون للبروتين المعدل أي تأثير على المفترس؟
وقال مورينو: “النظام البيئي معقد للغاية ويتضمن العديد من الأنواع، وسيكون من المستحيل تقريبًا اختبارها جميعًا مسبقًا في المختبر”.
ومع ذلك، صوت أعضاء مجلس إدارة كيز للبعوض بأربعة الى واحد لصالح المشروع. قال جيل كراني غيج (Jill Cranny-Gage) وهو احد المؤيدين للمشروع في الاجتماع إن المبيدات الحشرية والوسائل الكيميائية الأخرى أصبحت أقل فعالية ضد بعوضة الـ (Aedes aegypti).
واضاف غيج “العلم موجود. هذا شيء تحتاجه مقاطعة مونرو. نحن نحاول كل ما في وسعنا، وخياراتنا تنفد”.
ترجمة: حسن خنجر
مراجعة وتعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا