–
التنافر المعرفي: يشير مصطلح التنافر المعرفي الى حالة عدم الارتياح والتوتر التي تصيب شخصًا يحمل قيمًا أو إعتقادات متعاكسة أو يمتلك سلوكاً يعاكس قيمه المعرفية.
تفترض نظرية التنافر المعرفي والتي وضعت من قبل العالم ليون فستينغر Leon Festinger أن الأفراد يميلون الى الحفاظ على اعتقاداتهم وسلوكياتهم وقيمهم في حال من التناغم، لذا عند حدوث خلل في هذا التناغم سيؤدي ذلك إلى الشعور بعدم الراحة (كالقلق والاحراج والحزن والندم) والذي يقود الشخص إلى تغيير أحد إعتقاداته لاستعادة التناسق والتناغم.
أحد الأمثلة الواضحة على التنافر المعرفي هو الشخص المدخن، فهو مدرك لمخاطر التدخين، ويؤدي هذا الى اختلال في التناسق المعرفي قد يقوده الى ترك التدخين او البحث عن معلومات جديدة تقلل من أهمية تأثير التدخين على الصحة أو قد يقوم هو بالتقليل من أهميتها (كأن يقول مثلاً أفضل أن أعيش حياةً قصيرة مستمتعاً بها على حياةٍ طويلةٍ ليست كذلك).
وضعت النظرية لأول مرة من قبل عالم النفس ليون فستينغر عام 1957 بعد مراقبته طائفة اعتقدت أن بامكانها التواصل مع مخلوقات فضائية والتي اخبرتهم أن نهاية العالم ستكون قريبة عن طريق طوفان ضخم. وعندما لم تتحقق النبوءة فإن اعضاء الطائفة الملتزمين (الذين تركوا عملهم ومنازلهم للعمل من اجل الطائفة والتبرع لها بالمال) كان يجب أن يبرروا النتيجة بما يجعلهم يعتقدون أنهم كانوا محقين طوال الوقت (حيث اعتقدوا أن نهاية العالم لم تحدث بسبب قوة إيمانهم).
ما الذي يسبب التنافر المعرفي؟
أحياناً قد نُوضع في مواقف تسبب لنا صراعاً نفسياً يقود الى التنافر المعرفي. وعلى سبيل المثال لا الحصر فلنأخذ العوامل التالية:
قوة خارجية: احيانا تكون في موقف تضطر فيه الى القيام بسلوك يخالف تفكيرك ربما بسبب الضغط الاجتماعي او ضغط العمل وغيرهما.
معرفة معلومة جديدة: تعلم معلومة جديدة تعاكس سلوكاً أو اعتقاداً سابقاً قد تؤدي ايضاً الى التنافر المعرفي. يتعامل الاشخاص مع مواقف كهذه اما عن طريق تبرير سلوكهم واعتقادهم أو الاستخفاف بالمعلومة و تجاهلها.
اتخاذ القرارات: نتخذ جميعنا كل يوم العديد من القرارات الجديدة سواء كانت كبيرة او صغيرة. ولكن عندما نواجه قراراً ذا اختيارات متشابهة فاننا نشعر بصراعٍ نفسي. عند اتخاذ القرار نكون بحاجة الى التخفيف من هذا الشعور وذلك عن طريق تبرير سبب الاختيار واقناع انفسنا اننا اخترنا القرار الافضل والانسب.
ما الذي يجعل التنافر قوياً
عوامل عديدة تجعل التنافر المعرفي اقوى، ومنها:
قوة وسلطة الاعتقاد أو القيم: قوة التنافر الذي قد يمر به أحدهم يعتمد على كمية اهتمامه وتقديره لاعتقاد يمتلكه. كلما كان أكثر اهميةً كلما ازدادت قوة التنافر لديه.
قوة التصادم: يكون التنافر اقوى لو كان الاختلاف والتعارض بين الاعتقاد والسلوك يمس جوهرهما.
عدد الاعتقادات المتعاكسة: كلما ازداد عدد الأفكار التي نمتلكها ازداد التنافر معها.
الخاتمة
جميعنا نواجه التنافر المعرفي بين الحين والآخر ولكن فهمه سيساعدنا على اختيار قرارات أفضل بعيدةً عن الانحيازات.
إعداد: مريم اسماعيل
تدقيق وتعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم