تناول الاطعمة الغنية بالدهون المشبعة بطبيعتها من الممكن أن تقلل من التركيز بحيث أن هناك دراسة حديثة تشير الى ان تناول الدهون المشبعة بعد ساعات من وجبة الغذاء يمكن ان تقلل من تركيز الشخص.
نشرت المجلة الامريكية للتغذية(The American Journal of Clinical Nutrition) بحثاً تقدم فيه دليلاً اضافياً حول العلاقة بين امعاء الانسان ودماغه كما انه يوفر للناس سبباً آخر لتقليل كمية الدهون المشبعة في نظامهم الغذائي.
كما وينصح مركز الوقاية من الامراض وتعزيز الصحة (The office of disease prevention and Health promotion) الاشخاص بالحد من كميات الدهون المشبعة التي يستهلكوها من المصادر الحيوانية مثل اللحم والدجاج والالبان.
حيث أن الجدل مازال قائماً حول استهلاك الدهون والغضب الصحي العام حول العالم،حيث يقدم الخبراء وهيئات الصحة العامة وجهات نظر مختلفة.
ومع ذلك، وفقاً لمقالة نشرتها المجلة البريطانية الطبية (BMJ) عام 2018 حيث عرضت الحالة الحالية حول كل من الدهون وصحة الانسان إذ أن الكثير من الأدلة تشير إلى أن خطر الاصابة بأمراض القلب التاجية من الممكن تقليله عن طريق استبدال الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة المتعددة (والتي تتضمن الزيوت النباتية) ولكن ليس عندما تكون الكربوهيدرات هي الغذاء البديل. اضافة إلى ذلك هناك مجموعة من الأدلة التي تبين العلاقة بين أمعاء الشخص على وجه الخصوص المعدة والأمعاء مع دماغ الشخص(وما ينتج عنه من وظائف إدراكية)وهذا ما يسميه العلماء محور الأمعاء الدماغية.
في الدراسة الحالية، درس الباحثون آثار الدهون المشبعة على مستويات تركيز الشخص على المدى القصير حيث اعتمد الباحثون على بيانات قد جمعوها من دراسات متفرقة والتي من خلاها تم الكشف عن تأثير الوجبات الغنية بالدهون المشبعة على حالات الالتهاب والتعب الذي تتعرض له النساء المصابات بالسرطان.
حيث أنه في يوم التقييم أجرى كل من 51 مشاركاً اختبار اداء مستمر لتحديد خط الأساس حيث يقيس هذا الاختبار التركيز والاهتمام المتواصل وأوقات رد الفعل. بعدها تناول المشاركين احدى وجبتين من نقانق الديك الرومي والبيض والبسكويت والمرق إذ كانت كلتا الوجبتين تحتويان على 60 غرام من الدهون حيث أن احداهما كانت غنية بالدهون المشبعة بينما الاخرى كانت تحتوي زيت عباد الشمس والذي يحتوي كمية منخفضة من الدهون المشبعة.
وبعد خمس ساعات،أجرى المشاركون اختباراً اخر للأداء المستمر.
حيث عاد المتشاركون لاجراء الاختبارات من جديد بعد فترة تتراوح بين اسبوع إلى أربعة اسابيع ولكن هذه المرة بدلو الوجبة التي تناولوها.
وقبل يوم التقييم،تناول المشاركون ثلاث وجبات قياسية ثم صاموا لمدة 12 ساعة قبل استهلاكهم لوجبة عالية الدهون حيث أخذ الباحثون بعين الاعتبار العوامل المربكة التي قد تؤثر على مستويات المشاركين النسبية بالنسبة للوظائف الادراكية.
بينما كانت إحدى الوجبتين تحتوي على مستويات أقل نسبيا من الدهون المشبعة،فأن كلا الوجبتين تحتوي على كمية كافية من الدهون بشكل عام.
حيث يشير ماديسون”نظراً لكون أن كلتا الوجبتين كانت تحتوي على نسبة عالية من الدهون ومن المحتمل أن تكون هذه مشكلة،حيث أن التأثير الادراكي للوجبة الغنية بالدهون المشبعة يمكن أن يكون أكبر إذا تمت مقارنتها مع وجبة أقل من الدهون”.
كما ودرس الباحثون تلك الآثار التي تعيق حاجز الأمعاء عن التركيز بعد تناول المشاركين للوجبات الدهنية وذلك من خلال ما نظر اليه الباحثون بالنسبة لمستويات علامات التسمم الداخلي في دم المشاركين حيث تظهر هذه العلامات في مجرى الدم عندما يكون لدى الشخص أمعاء ضعيفة.
ووفقا لما قاله ماديسون” إذا كانت لدى النساء مستويات عالية من تسمم الدم الداخلي،فأن ذلك يؤدي إلى القضاء على(محو)الاختلافات بين الوجبات وبالتالي يكون اداؤهن ضعيفاً بكل الاحوال بغض النظر عن نوع الدهون التي تناولنها “.
على الرغم من أن الدراسة لم توضح سبب تأثير الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة بصورة سلبية على الوظائف الادراكية للشخص،إلا أن ماديسون يشير الى امكانية تأثيره بأن يزيد من الالتهاب والذي بدوره قد يؤثر على دماغ الشخص حيث ذكر ماديسون بأنه” يمكن أن تتفاعل الاحماض الدهنية بصورة مباشرة مع الدماغ وان هذا مانراه في قوة الاضطراب المرتبطة بالأمعاء .
مُراجعة: حوراء جميل باقر
تعديل الصورة ونشر: Abilta E Zeus