تشير التقديرات إلى أن الصيد غير القانوني وغيرالمنظم يمثل ما يصل إلى 30٪ من إجمالي الصيد. المشكلة هي أنه من الصعب على قوارب الدوريات البشرية تطبيق القوانين وتحقيق مراقبة شاملة للمحيطات الشاسعة.
الخطوة الأولى هي الكشف عن السفن غير القانونية: عادةً ما يكون من الصعب معرفة وجهة كل سفينة عابرة، ولكن يمكن تسهيل المهمة بأستخدام طيور القطرس. إنها طيور كبيرة، تمتلك اضخم اجنحة معروفة لطائر حي: اذ تصل إلى حوالي 3.7 م.
تتجول هذه الطيور في البحار بحثًا عن الأسماك والحبار والكريل (الكريل: جنس من المفصليات)، ويمكن لهذه الطيور ان تطير مسافة تصل إلى 16000 كيلومتر دون هبوط. انها طيور مفيدة، ليس فقط في الصيد، ولكن في البحث ايضاً.تعتبر طيور القطرس قوارب الصيد “غداء مجاني” لها تقضي معظم الوقت محلقةً فوقها وهذا ما يجعلها مثالية لتكون “حراس المحيط”.
أظهرت دراسة جديدة أُجريت في مركز الدراسات البيولوجية في (جامعة لاروشيل) كيف يمكن استخدام طيور القطرس للمساعدة في مراقبة سفن الصيد غير القانونية.
طريقة بسيطة للغاية : تم وضع علامة على بعض الطيور باستخدام تنقيات GPS ومسجلات الرادار (رغم ان بعض سفن الصيد غير القانونية تعمل بدون نظام التعريف الآلي للسفن (AIS) الا ان جميعها تستخدم الرادار ). عندما يحلق الطائر فوق قارب صيد معين يتلقى المراقبون إشارة رادار من القارب، يتم البحث عنه لمعرفة فيما إذا كان مسجلاً بشكل قانوني، وإذا لم يكن كذلك … فهو قارب صيد غير قانوني.
إنها طريقة بسيطة، ولكنها فعالة للغاية، كما ان أجهزة الاستشعار المستخدمة صغيرة بما يكفي لعدم التسبب في أي إزعاج حقيقي للطيور. تم اختبار هذه الفكرة من قبل باحثين من فرنسا ونيوزيلندا، كجزء من برنامج (Ocean Sentinel).
قام الباحثون بتجهيز حوالي 170 طائر قطرس بمسجلات GPS لمدة 6 أشهر، حيث تم مراقبة أكثر من 47 مليون كيلومتر مربع من المحيط الجنوبي. من خلال فحص البيانات، وجد الباحثون أن أكثر من ثلث سفن الصيد العاملة في المياه الدولية غير قانونية.
تعتبر هذه الطريقة غير مكلفة وفعالة بشكل ملحوظ، ويمكن أن تغطي مناطق كبيرة من المحيط مجانًا تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن استخدام البيانات بشكل مستقل للحفاظ على الحيوانات الاخرى. وبالفعل ،يتم اختبار معدات مماثلة في نيوزيلندا وهاواي للأنواع البحرية الأخرى، كأسماك القرش والسلاحف البحرية. حيث من الممكن أيضًا تكييف هذه التكنولوجيا بسهولة لتجنب ازعاج الحيوانات، مما يمثل ذلك خطوة مهم جدا في مراقبة ومكافحة الصيد غير المشروع.
المصدر :هنا
ترجمة : حسنين فاضل
تدقيق وتعديل الصورة : Abilta E Zeus
نشر : فرات جمال