–
وُجدت تجمعّات قديمة من البكتريا تُقدّر بعشرة مليار مايكروب أحادي الخليّة وقد نمَت في قاع المحيط الهادئ الجنوبي مع بعضِها في شقوق (فجوات) في الصخور لأكثر من مئة مليون سنة!
وكانت الدهشة أنّ هذه المستعمرات الكثيفة من البكتيريا قد سبق لها ان نمت وتكاثرت على فُتات (بقايا) المواد العضوية وهي عبارة عن وحل بحبوب رمليّة ناعمة غنيّة بالكاربون ممّا يوفّر المواد المغذيّة الضرورية لمعيشة تلك التجمعّات.
وُجِد إنّ هذا العدد المقدّر من البكتريا احاديّة الخليّة يشغل فقط ١سم مكعّب من الفراغ بالصخور البركانية التي تعيش فيها وهي تقريباً نفس كثافة البكتريا الي تعيش في أمعاء الانسان!
حيث أنّ نماذج الصخور المحتوية على البكتيريا قد جُمعت من ثلاثة مواقع: ١٠٤مليون سنة ٣٣.٥سنة ١٣.٥مليون سنة بالترتيب وبأعماق بعيدة مايُقارب ٤٠٠قدم (١٢٢م) تحت القاع.
الخبراء توقّعوا ولفترة طويلة أنّ مثل هذه الميكروبات من الممكن أن تتواجد بالصخور تحت القاع إلاّ أنّه كان من الصعب فهم ذلك الى أن جاء الكاتب يوهي سوزوكي وهو بروفيسور مساعد في مجال علم الكواكب والأرض في جامعة طوكيو حيث قدّم سوزوكي وزملائه طريقة جديدة تستهدف البقايا الصغيرة الموجودة بالصخور من أجل الحصول على البكتيريا أحادية الخلية ومعرفة حياتها.
حيث تقوم طريقتهم على مبدأ ايجاد علامات الحياة بالصخور بحيث يقوم الفريق بتغطية النماذج بمادة تُدعى (ايپوكسي) ثمّ تُقطّع الى شرائح رقيقة جداً وهذه المادة تُحافظ على أشكال البقايا (الفتات)داخل الشرائح والتقنية هذه شائعة الاستخدام من قبل اخصائيي علم الأمراض عند قيامهم بدراسة أنسجة الجسم ومن ثمّ يتم تصبيغ هذه الشرائح بصبغة الفلورسنت من أجل توضيح الحامض النووي للمايكروب.
تحت المايكروسكوب، تضيء هذه البكتيريا الموجودة داخل الفتات بشكل كروي متوهّج داخل شقوق طويلة ومتعرّجة (ملتوية) من الصخور بحيث أنّ التحليل الكيميائي يبين بأنّ هذه العلامة الخضراء تدلّ على الحامض النووي للبكتيريا وليس من الفلورسنت!
أمّا بالنسبة للتحليل الجيني فقد بيّن أنّ هناك ثلاثة أصناف مختلفة من البكتيريا بثلاثة أعمار مختلفة لربّما بسبب التنوّع بالحرارة وتدفّق المياه خلال ملايين السنين ممّا يوضّح تراكم هذه المعادن المختلفة (الموجودة بالوحل) التي تتغذّى عليها البكتيريا.
وكما أنّ سوزوكي بيّن أنّه “بما أنّ اكتشاف وجود حياة بالصخور البركانية الصلبة في قاع البحر حيث لايوجد من يتوقّع ذلك فمن الممكن ان تتغيّر اللعبة للبحث عن حياة في الفضاء في عوالم أخرى مثل المرّيخ!”
ترجمة: حوراء جميل
تدقيق وتعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا