–
يشعر الكثير من الأشخاص بمشاعر متزايدة من الغضب والخوف ويبحثون عن طرق للسيطرة عليها في ظل الوباء الذي نعيشه. ومع التغيرات التي حدثت للحياة اليومية من اجتماع الأطفال والعائلة طوال الوقت، وما حدث من اضطراب للدوام المدرسي وللعمل، يتزايد الشعور بالقلق ويحدث تغير في عادات الأكل الصحية. ومن غير المعروف ما هي العوامل المؤثرة التي تزيد من القلق لوقتنا هذا.
يعد اختيار وجبات الطعام من التحديات التي تواجهها العائلة خاصةً مع العزلة المنزلية، فعليك تقديم الطعام للجميع مع اختلاف أذواقهم في ظل وقت محدد للتسوق وقلة في المواد الغذائية. والكثير يذهب لشراء ما هو موجود في السوق لتوفر هذه الأصناف فقط وليس بناءً على قيمتها الغذائية أو بسبب استخدامها في الغذاء المخصص للعائلة.
ومن الصعب أن تكون في العزل المنزلي يسيطر عليك الشعور بالملل أو التوتر دون أن تلفت نظرك الوجبات الخفيفة المقرمشة والمملحة. ولا يوجد ضرر بتناول القليل من المعجنات والرقائق لكن البعض قد يفقد السيطرة ولا يمكنه التوقف عن الأكل إلا بانتهاء الرقائق بأكملها. وإذا كنت تشعر بالحزن وبدأت بتناول البسكويت والكعك فإنه لن يزداد حزنك إلا سوءًا. وتحتوي العديد من الأطعمة المصنعة والممتدة الصلاحية مثل المخبوزات على السكريات البسيطة التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم والذي يؤثر بدوره على القلق و تعكير المزاج.
كيف بإمكاننا أن نقرر بحرص ماهي الخيارات الغذائية الجيدة؟
– ضع جدولاً أو دوّن الوجبات بشكل يومي، فالجدول يتضمن جميع أفراد الأسرة.
– استخدم تطبيقات جهاز المحمول للتواصل مع العائلة والأصدقاء. ويمكنك أيضاً مشاركة الوصفات بينكم أو الطهي معاً.
– دوّن المواد الغذائية المطلوب شرائها قبل الذهاب إلى السوق. وبذلك تضمن التقليل من شراء الأطعمة المصنعة والموالح و السكريات.
– تزود بالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، الدهون المفيدة، والبروتينات.
– وفر المال بعدم شرائك للمشروبات الغازية والعصائر التي تحتوي على نسب عالية من السكر، واختر عوضاً عنها الماء بنكهة الفواكه مثل الحمضيات أو بنكهة التوت.
-كافىء نفسك في يوم من الأسبوع من اختيارك وتمتع بتناول ما تريد من الأطعمة.
-تحكم بزمام الأمور في محيطك، فعلى سبيل المثال إن لم تجد بعضاً من الحلوى في خزانة المطبخ فلا يجب عليك الذهاب لشرائها.
ومن الجدير بالذكر فقد أظهرت بعض العناصر الغذائية الموجودة في الطعام قدرتها على التقليل من القلق وتحفيزها لإفراز بعض من الناقلات العصيية مثل السيروتونين، والدوبامين التي سوف نحصل من خلالها على شعور جيد وهذه بالضبط ما نريد الحصول عليه في أوقات كهذه. الكثير منا يشعر بالقلق الآن والحقيقة المرة إن القلق يؤثر على المزاج بالسوء ويثبط من عمل الجهاز المناعي. لذلك فإن اختيار الغذاء المعزز للمناعة سوف يعود بالنفع على التخفيف من القلق ولتعزيز الجهاز المناعي.
وللتخفيف من القلق وتعزيز الجهاز المناعي عليك بالاختيار من الغذاء الآتي:
– أظهرت بعض الدراسات بأن الحمضيات والفلفل الأحمر تدعم زيادة نشاط الجهاز المناعي.
– يمكنك إضافة البهارات مثل الزنجبيل، والثوم، والكركم، والكابسيسن المستخلص من الفلفل الحار، للحساء أو للمقالي أو للخضراوات المطبوخة أو لصلصة السلطة.
– الأطعمة الغنية بالزنك مثل المحار، وبلح البحر، والمكسرات مثل الكاجو، والكبد، واللحوم، وصفار البيض.
– تساعد الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم على الشعور بالهدوء، ودعم نشاط المناعة. ويؤدي القلق والضغوطات على استنزاف مستويات المغنيسيوم من الجسم. ومن الأمثلة عليها المكسرات، و البقوليات، و البذور، و الخضروات الورقية، والحبوب الكاملة.
– تناول الأسماك الدهنية التي تشكل مصدرًا غنيًا للحمض الدهني الأوميغا ٣. فقد أظهرت نتائج دراسة أجريت على طلاب الطب في سنة 2011 بأن الأوميغا ٣ يساعد في التقليل من التوتر.
– تناول الطعام الذي يحتوي على المعينات الحيوية مثل المخللات.
– أضف مضادات الأكسدة إلى غذائك، فهي تساعد على تعزيز الجهاز المناعي.
الخلاصة
إن المكوث في المنزل في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد من الأمور التي تشكل تحدياً للجميع، فيسبب الشعور بالقلق والملل إلى ترك العادات الغذائية الصحية وتناول ما هو موجود. لكن بقليل من التفكير والتخطيط يمكن اتخاذ قرارات غذائية صحيحة تمكن من تعزيز المناعة وتحسن المزاج.
ترجمة: اسراء عبدالجليل
تدقيق وتعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا