لنتحدث عن الصابون والمرطبات و بعض النصائح للمحافظة على صحة البشرة.
إن كنت من الأشخاص الذين يقومون بواجبهم المجتمعي في خوض منع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد فإنك بالتأكيد تحافظ على غسل اليدين باستخدام الماء والصابون عدة مرات خلال اليوم.
فنظافة اليدين من التدابير الاحترازية المهمة للصحة العامة التي تحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. لكن لسوء الحظ فإن الإكثار من غسل اليدين قد يسبب جفافاً للجلد أو على نطاق أوسع يمكن أن يتسبب في أكزيما الجلد الذي يعتبر مرض جلدي تشمل أعراضه ظهور احمرار في الجلد، والشعور بالحكة، و قد يلتهب الجلد ويتشقق. وبشكل كبير فإن من يمتلك تاريخ مرضي سابق لأكزيما الجلد أو جفاف سابق هم عرضة أكثر من غيرهم لجفاف وتشقق اليد الناتج عن كثرة غسلها في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.
ماذا يحصل ليديك؟
يعتبر الجلد خط الدفاع الاول في جسم الإنسان، فالتعرض المستمر للماء والصابون غير الزيتي والكحول الموجود في مطهرات اليد يؤدي إلى التقليل من المركبات الدهنية النافعة المتواجدة في الطبقات العليا من الجلد وبالمحصلة ينتج حاجز جلدي ضعيف. وبالإضافة لظهور التهيج والاحساس بالضيق بسبب جفاف اليدين فإن هنالك خطر للإصابة بالتهاب الجلد السطحي بسبب التشققات الجلدية التي تكون بوابة لدخول الجراثيم المسبب للالتهابات.
ما هو حل مشكلة البشرة الجافة؟
بالامكان التصدي للجفاف من خلال اتباع هذه النصائح:
١- غسل اليدين بالماء البارد أو الفاتر، بأستخدام الصابون ولمدة لا تقل عن ٢٠ ثانية، ويجب غسل ما بين الأصابع وما حول الأظافر. و كما جاء في توصيات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها المدعومة بدراسات عالمية معتمدة فإن درجة حرارة الماء لم تشكل أي تأثير للقضاء على الجراثيم. فالماء بدرجة حرارة عالية يكون ذا ضرر ويسبب الجفاف للجلد بصورة كبيرة، مع الوضع بعين الاعتبار تقليم الأظافر لتجنب وجود المخلفات والجراثيم.
٢- تجفيف اليد بمنشفة نظيفة بخفة وتجنب الفرك والاحتكاك الشديد.
٣- في حين أن الجلد لايزال رطب بعض الشيء, يجب عليك وضع مرطب للجلد ذا قوام سميك للمحافظة على رطوبة الجلد، وترميم الحاجز الجلدي الوقائي. وتشمل المركبات التي تدخل في تركيب مرطبات الجلد ذات الفائدة, البتروليوم أي الهلام النفطي المعروف بالفازلين، والزيوت المعدنية، والسيراميد، والجلسرين.
وكقاعدة عامة فإن المرطبات المعبأة في علب أو مضغوطة في أنبوب تكون ذات قوام سميك، وبها نسبة ترطيب عالية.
ولكل من يعاني من جفاف الجلد فإن التوصيات تشمل عدم تفضيل استخدام مرطبات الجلد المعبأة في العلب القابلة للضغط باستخدام اليد بسبب قوامها الخفيف نوعاً ما ولكثرة مكون الماء فيها.
هل يؤثر نوع الصابون المستخدم؟
يمكن لأي نوع من الصابون أن يفي بالغرض، طالما كانت عملية غسل اليدين المستخدمة صحيحة. ويعود السبب في ذلك لكيمياء الصابون، فمادة الصابون ذات توتر سطحي ينتج عنها جسيمات لها القدرة على الارتباط بالأوساخ العالقة، والزيوت، والجراثيم.
وللصابون القدرة على إذابة الدهون، وتحطيم الغلاف الخارجي لبعض الفيروسات منها فيروس كورونا المستجد. فغسل اليدين بالماء والصابون يساعد في التخلص من الفيروس وعدم تعلقه بالجلد، ويساعد في تحطيم ترابط الفيروس.
فأي تركيبة صابونية تتضمن مثل هذه الخصائص؟
نذكر من هذه التراكيب الصابون التقليدي، والصابون المرطب، وصابون غسل الصحون، والصابون ذا مكون طبيعي، جميعها تعمل بنفس الشاكلة.
ويتميز الصابون المرطب بأنه أقل شدة على البشرة من غيره وأقل تسبباً بالجفاف.وتشمل مكونات الصابون المرطب على الجلسرين، والسيراميد، وحمض الهيلورنيك. أما من يحبذ استخدام الصابون المكون من الطبيعة كوسيلة للترطيب فعليه بالبحث على الصابون المكون من زيت الافوكادو، وزبدة الشيا، وزيت جوز الهند، وزيت الجوجوبا.
يحتوي الكثير من الصابون المتوفر في الأسواق على مكونات تحفز التهاب الجلد، وهذه مشكلة يواجهها من يملك بشرة حساسة، أو يعاني من الأكزيما، أو لديه تاريخ مرضي سابق لردة فعل تحسسية من المستحضرات التجميلية. وتشمل المواد المحفزة للتحسس التي يجب الابتعاد عنها عند البحث عن الصابون المناسب الروائح العطرية، ومادة ميثيل ايزوثيازولتيون، ومادة ميثيل كلوروايزوثيازولينون التي تستخدم للنعومة، والمركب العضوي بيتاين بروبيل كوكاميد المسؤول عن إنتاج الرغوة ، وبلسم البيرو الذي ينتج من شجرة بلسم البيرو ذا رائحة عطرية.
يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها باستخدام مطهر اليدين الذي يحتوي على الكحول بما نسبته ٦٠٪ من الايثانول، أو ٧٠٪ من أيزوبروبيل الكحول. ويجب التأكد من هذه الأرقام بقراءة المكونات المدرجة على علب مطهر اليدين. وعليك أيضاً بالتريث والانتظار قليلاً ليجف مطهر اليدين بشكل تام ليتم وضع كريم الترطيب بعد ذلك.
خطوة أخيرة قبل الخلود إلى النوم
عند حلول وقت النوم عليك بالأخذ بعين الاعتبار الاستخدام التصاعدي لمرطبات الجلد كاستخدام مرطب ذا قوام سميك، ومن هذه الخيارات استخدام الفازلين المعروف بلزوجته والترطيب ويساعد في بقاء رطوبة الجلد، ولا تدخل في مكوناته أي مواد قد تسبب تهيج في الجلد. أما للحالات الشديدة من الجفاف فيمكن استخدام المرطب السميك مع لبس القفازات القطنية البيضاء طوال الليل للحفاظ على ترطيب الجلد.
ينصح بمراجعة طبيب أخصائي الجلدية إذا كنت تعاني من التهاب الجلد، أو الجفاف الشديد، أو الجلد المتهيج لتقيم الحالة وصرف العلاج المناسب. وفي ظل جائحة فيروس كورونا فإن الكثير من أطباء الجلدية مستمرين بتقديم النصيحة الطبية من خلال التطبيب عن بعد، أي باستخدام خدمات الطب الالكتروني.
المصدر: هنا
ترجمة: إسراء عبدالجليل
تصميم: تبارك عبد العظيم
تدقيق: Abilta E Zeus