اختبار للدم جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي يبرهن القابلية على كشف 50 نوعًا مختلفًا من السرطانات، بما في ذلك تلك التي تكون بشكل خاص عدوانية أو مراوغة.
نحن نعرف ان الكشف المبكر عن السرطان يمكن ان يكون عاملًا حاسمًا في انقاذ الارواح، والعلماء يبحثون منذ فترة طويلة عن اختبار دم بسيط وموثوق به. بينما لا يزال الإختبار الجديد بعد في المراحل المبكرة للتطوير، فان تجربة كبيرة تتضمن 6,689 عينة دم انتجت بعض النتائج الواعدة.
أكثر من %99 من عمليات الكشف الايجابية كانت دقيقة، يعني هذا أنّ هنالك فرصة ضئيلة من التشخيصات الايجابية الكاذبة والمجهدة والمكلفة. على اية حال، لا يزال هنالك بعض الخطر من تزويد المرضى باطمئنان كاذب – كشف الإختبار وجود سرطان في 44 % من الحالات عبر 50 نوعًا مختلفًا منها.
علاوة على ذلك، كان الكشف أكثر حساسية كلما كان السرطان في مراحل متقدمة، بنسبة 18 بالمية في المراحل المبكرة للكشف تتحسن إلى نسبة اعلى من 90% إذا كان السرطان في واحدة من المراحل المتأخرة.
يعتمد الإختبار على برنامج حاسوب مدرب للبحث في اجزاء الـحمض النووي (DNA) التي عادة ما تدور في دمنا، يعين الاجزاء التي تاتي من الاورام. وفي هذه الحالة، ركز الباحثون البرنامج على اكتشاف كيف ان هذه الاجزاء (bits) من الحمض النووي تم ميثلته (methylated)- وهو مؤشر كيميائي فيما إذا كانت الجينات مضبوطة على “نشطة” أو “غير نشطة” عندما تكون داخل خلاياها.
درّب الباحثون خوارزمية تعلم للآلة (Machine Learning) تقوم من خلالها بتحليل انماط مثيلة الحمض النووي (DNA methylation) من آلاف عينات الدم قبل تقديمها إلى 1,531 عينة من اشخاص مصابين بالسرطان و1,521 اخرين غير مصابين. صنف البرنامج هذه العينات الى انماط متماثلة ثم علم الباحثون فيما بعد الذكاء الاصطناعي اي نمط يعكس اي نوع من السرطان قبل وضعه للاختبار.
وأوضح اخصائي اورام معهد دانا فاربر للسرطان (Dana-Farber Cancer Institute) جيف أوكسنارد (Geoff Oxnard) في بيان له “اشار عملنا السابق ان الاختبارات المبنية على عملية المثيلة (methylation) تفوقت على الأساليب التقليدية لتسلسل الحمض النووي في الكشف عن أشكال متعددة من السرطان في عينات الدم “
وهناك ميزة أخرى للتركيز على هذه الميزة الوراثية اللاجينية للمثيلة وهي انها توفر ادلة على انواع الانسجة التي تاتي منها اجزاء الـ (DNA)
وقد ذكر عالم المناعة مايكل سايدن (Michael Seiden) للـ (HealthDay) ان “الاختبار لا يبرهن فقط على وجود السرطان ولكنه يوفر عنوانًا دقيقًا بالنسبة لنوع السرطان والمكان الذي يجب أن يبحث فيه الطبيب عن الأورام الخبيثة”
تمكن النظام من تحديد أصول السرطان في أكثر من 90 % من الحالات التجريبية التي تم اكتشاف السرطان فيها. هذه المعلومات حاسمة لوضع استراتيجيات العلاج.
وقال أوكسنارد للـ بي بي سي (BBC): “بناءً على هذا التحقق السريري الناجح لدى آلاف المرضى، تم إطلاق الاختبار الآن للاستخدام المحدود في التجارب السريرية”.
ومع ذلك، لا يزال الاختبار يواجه بعض المشاكل لتسويتها ، مثل معدلات الكشف المنخفضة عن السرطان في المرحلة المبكرة. ويبدو أيضًا أنه يواجه مشكلة في تحديد أصل السرطانات التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري (human papillomavirus). بغض النظر عن هذا، توفر هذه الدراسة علامات مشجعة على إمكانية اختبار الدم التي تم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وقالت أوكسنارد: “قبل استخدام اختبار الدم هذا بشكل روتيني، ربما نحتاج إلى رؤية النتائج من الدراسات السريرية … لفهم أداء الاختبار بشكل كامل”.
ترجمة: حسن خنجر
تدقيق وتعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا