اذا كان هناك مفهوم واحد يتفق عليه باحثو الصحة فهو هذا: ما تأكله يهم. على الرغم من عدم إتفاقهم على ما يشكل نظاماً غذائياً صحياً، إلا أن الخبراء الطبيين أدركوا منذ فترة طويلة أنه على الرغم من أن بعض الأطعمة يمكن أن تساعد في تحسين صحتك البدنية، إلا أنَّ البعض الآخر له تأثير عكسي.
مجموعة جديدة من الأدلة الآن تثبت وبوضوح أن ما تأكله يؤثر أيضاً على صحتك العقلية. نشرت المجلة الأوروبية (European Neuropsychopharmacolog) مقال لأدلة مؤكدة عن تأثير وجباتنا الغذائية على مزاجنا وصحتنا العقلية.
يوضح الباحثون: “هذا منطقي، لأن تكوين الدماغ وبنيته ووظيفته تعتمد على توافر العناصر الغذائية المناسبة”. قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية محددة – بما في ذلك الصرع، والإكتئاب، والقلق – إلى تغيير وجباتهم الغذائية بطرق مختلفة.
إليك ما أظهره البحث حتى الآن:
1.أظهرت العديد من المراجعات المنهجية الموثوقة أن إتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون يمكن أن يساعد على تحسين المزاج العام والمشاعر العامة للسعادة. كما يمكنه أيضاً تقليل أعراض الاكتئاب.
2. يمكن أن تساعد تدخلات النظام الغذائي المحددة في تحسين أعراض بعض إضطرابات الصحة العقلية. على سبيل المثال، هناك أدلة موثوقة على أن النظام الغذائي الكيتوني، والذي يركز على خفض الكربوهيدرات ويركز على السعرات الحرارية من البروتين والدهون، يقلل من تكرار النوبات لدى الأطفال المصابين بالصرع.
3. يمكن أن يؤثر عدم الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية المحددة على صحتك العقلية. على سبيل المثال، نقص في فيتامين (B12) يؤدي إلى التعب، والخمول، والاكتئاب، وضعف الذاكرة، ويرتبط مع الهوس والذهان. فعندما لا تحصل النساء الحوامل على ما يكفي من حمض الفوليك، يمكن أن يعاني أطفالهن من مشاكل في النمو، وهؤلاء الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند البلوغ. كما أن عدم الحصول على ما يكفي من النياسين يمكن أن يؤدي إلى الخرف والإسهال وحكة الجلد.
4. هناك أدلة واضحة على أن النظام الغذائي له تأثير على الوظائف المعرفية في وقت لاحق في الحياة. على الرغم من أننا ما زلنا لا نفهم كيف يؤثر هذا في الجسم. ومع ذلك، تظهر الأدلة أن النظام الغذائي المتوسطي – الذي يركز على الأطعمة الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون ويقطع الأطعمة المصنعة والسكريات – يرتبط بمستويات أعلى من الوظائف المعرفية في وقت لاحق من الحياة. وأن الوجبات الغذائية الغنية بالسكر والدهون تؤدي إلى أمراض القلب والتمثيل الغذائي، والتي لها آثار سلبية على الإدراك.
ويوضح التقرير أن الباحثين لا يزال لديهم الكثير ليتعلموه. على سبيل المثال، كانت هناك العديد من الدراسات التي تركز على المكملات الغذائية أو حميات الحسر للأشخاص الذين يعانون من إضطرابات نقص الإنتباه، وفرط النشاط، أو مايعرف بADHD، ولكن الأدلة لم تكن حاسمة حتى الآن. وحتى عندما وجد الباحثون إرتباطاً بين نظام غذائي معين وتحسين الصحة العقلية، فلم يفهموا في كثير من الأحيان كيف تساعد الأطعمة في دعم هذه التحسينات.
ومع ذلك فإن الرسالة الاخيرة واضحة: الأطعمة التي نأكلها تؤثر على مزاجنا، ومشاعرنا، ووظائفنا المعرفية. يمكن أن يساعد إتباع نظام غذائي يركز على الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة على تعزيز الصحة العقلية. وثبت أن المكملات الغذائية والوجبات الغذائية المحددة تساعد في بعض حالات إعتلال الصحة العقلية.
المصدر : هنا
ترجمة : زينب عبدالكريم
تدقيق : ياسمين القزاز
تصميم ونشر : فرات جمال