أظهر بحث أُجري في كلية الصحة والعلوم الطبية (FHMS) أن الخلايا قادرة على البقاء على قيد الحياة والتكاثر تحت ضغط أكثر مما كان يُعتقد سابقاً.
أستنتج هذا الأمر عن طريق تثبيط الجينات الأساسية للحمض النووي البوليميريز ألفا، أو (POLA1)، الذي يبدأ تكرار الحمض النووي أثناء إنقسام الخلايا.
ألهم الإكتشاف الباحثين في تكرار الحمض النووي ويمكن أن يستخدم كنوع جديد في علاج السرطان. صرّح رئيس البحوث والأستاذ المشارك لويس توليدو (Luis Toledo) من مركز استقرار الكروموسوم في قسم الطب الخلوي والجزيئي مايلي:
“إذا كنا أصحاب رؤى، أود أن أقول أننا قد نكون على أعتاب ولادة مجموعة جديدة كاملة من الجزيئات التي يمكن إستخدامها في مكافحة السرطان”، مضيفاً:
“في الأساس، إن هذه الإستراتيجية الجديدة تهدف إلى إستغلال ضعف في الخلايا السرطانية وجعلها تتحطم أثناء إنقسامها”.
عندما تنقسم الخلية، يتم فتح حبلا الحمض النووي المزدوج بالطول تماماً مثل فتح السحّاب. يتم بناء حبال مزدوجة جديدة في كل من الحبال المنفصلة، بحيث يتكوّن في النهاية سحّابين جديدين.
قبل أن يتم إجراء النصف الجديد من السحّاب، ينكشف جزء من الحمض النووي مؤقتاً. هذه العملية مطلوبة لتشكيل سحّاب الحمض النووي الجديد. ومع ذلك، إعتبر الباحثون إن كميات كبيرة من الحمض النووي المفرد علامة على الإجهاد المرضي أثناء إنتشار الخلايا.
وأكتشف الباحثون المسؤولون عن الدراسة الجديدة أن الحمض النووي المفتوح يتصرف بشكل حر أكثر مما كان متوقعاً. وهذا يمكن أن يولد كميات كبيرة من حبال الحمض النووي المفرد، والتي تعتبر شكل من أشكال الإجهاد الطبيعي الذي يمكن للخلايا أن تتحمله.
لأجل أن ينجح تحمل الخلايا، لابد من توفر كميات كافية من البروتين الوقائي (RPA) لتغطية أجزاء الحمض النووي المنفرد.
تقول المؤلف الأول للدراسة وطالبة ما بعد الدكتوراه السابقة في جامعة كوبنهاغن أمايا إرسيلا (Amaia Ercilla) :”لقد لاحظنا أن الخلايا يمكن أن تنسخ الجينوم الخاص بها، حتى بوجود كميات كبيرة من الحمض النووي المنفرد حيث يمكنها الإنقسام والعيش بصورة صحيّة لتوفر فائض من جزيئات (RPA) التي تعمل كمظلة واقية.”
وأضافت: “لكن هناك وجه آخر للعملة. عندما نجعل الخلايا تولد حبال الحمض النووي المنفرد أسرع مما يمكنها حمايته، تتحطم الكروموسومات حرفياً إلى مئات القطع، وهي ظاهرة نسميها كارثة النسخ أو التكرار. كنا نعتقد دائماً أننا يمكن أن نستخدم هذا على سبيل المثال لقتل الخلايا السرطانية”.
– سلاح ضد السرطان
ويوضح كل من أمايا إرسيلا ولويس توليدو أنه من الصعب للغاية إستنفاذ إحتياطي الخلية من البروتين الوقائي (RPA).
وينطبق الشيء نفسه في الدراسة الجديدة، عندما إستخدم الباحثون أنواعاً مختلفة من العلاج الكيميائي لزيادة حبال الحمض النووي المنفرد وبإستخدام أفضل المركبات المتاحة حتى الآن إستغرق حوالي ساعة واحدة لإستنفاذ البروتين الوقائي في الخلية، مما ولّد كارثة النسخ وموت الخلية المرتبطة بها.
بالرغم من هذا، يعتقد الباحثون أنهم وجدوا ما يسميه لويس توليدو “المولد المطلق للحمض النووي المنفرد”: عندما استخدم الباحثون ما يسمى مثبط (POLA1)، وصلت الخلايا لنهايتها المحتومة خلال خمس دقائق فقط”.
يوضح الأستاذ المساعد أنه “حتى وإن إنعدمت إمكانية تكوين حمض نووي جديد عند تثبيط (POLA1)، فإن الحمض النووي يستمر في التكوّن وتوليد حبال الحمض النووي المنفرد بسرعة عالية جداً”، مضيفاً:
“يمكن أن تكون جميع الخلايا حساسة لمثبطات (POLA1)، بما في ذلك الخلايا السرطانية ، ونؤمن بأن الإستراتيجية يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص ضد أشكال السرطان العدوانية للغاية التي تتكاثر بوتيرة عالية”.
الخطوة التالية لمجموعة البحث هي العثور على المزيد من الجزيئات التي تثبط الجين (POLA1) بيولوجياً والتي يمكن إستخدامها في علاج مرضى السرطان بالإشتراك مع مواد أخرى.
المصدر: هنا