ما المفترض أن تحدده الإختبارات الجامعية ولكنها لا تفعل؟
إجابة هذا السؤال بسيطة جداً وهي، كل شيء. كنت أظن أن هذا سيء لكنه في الحقيقة مخزٍ. وسأشرح لكم لماذا.
حسب نظريتي للذكاء الفعّال، هناك أربع مهارات للنجاح في الحياة، والى حد ما، في الدراسة أيضاً.
١. المهارات الإبداعية: أي قابلية الشخص للإبتكار، و التخيّل، و الإفتراض، والإكتشاف.
٢. المهارات التحليلية: قابلية الشخص على التحليل، والتقييم، و الحكم، والنقد، والمقارنة.
٣. المهارات العملية: أي قابلية الشخص على التطبيق وإستثمار الموارد وتنفيذ الأفكار والإقناع.
٤. مهارات تستند على الحكمة: مقدرة الشخص على إستثمار المهارات السابقة لتحقيق هدف عام و موازنة المصلحة الشخصية مع العامة على المدى القريب والبعيد وذلك بغرس القيم الأخلاقية الإيجابية.
الفكرة الأساسية هي أنك بحاجة إلى مهارات إبداعية للتوصل إلى أفكار، ومهارات تحليلية للتأكد مما إذا كانت الأفكار جيدة، ومهارات عملية لوضع الأفكار موضع التنفيذ وإقناع الآخرين بقيمتها، والحكمة لضمان تحقيق الأفكار لمصلحة عامة.
وضعنا هذه الأفكار تحت الإختبار. فمثلاً في مشروع قوس المطر الوطني (the Rainbow Project)، فإن تفعيل المهارات الإبداعية والعملية قد يؤدي إلى مضاعفة التنبؤ بالمعدل التراكمي على التنبؤ الذي تم الحصول عليه من خلال إختبارات القبول فقط من النوع المهارات التحليلية. كما أدت الإختبارات إلى إنخفاض كبير في الإختلافات بين المجموعات العرقية فيما يتعلق بإختبارات المهارات التحليلية. في مشروع الكاليدوسكوب (the Kaleidoscope Project)، وهو مشروع في جامعة تافتس (Tufts University)، وجدنا بإضافة عنصر الحكمة أيضاً، أن اختباراتنا زادت من التنبؤ بالأداء الأكاديمي والأداء اللامنهجي على إختبارات المهارات التحليلية، في حين خفضت إلى حد كبير الاختلافات العرقية.
كنت أعتقد أن اختبارات القبول في الكليات والدراسات العليا، مثل SAT ،ACT، وGRE، فاشلة كلياً في قياس المهارات الإبداعية والعملية وخصوصاً القائمة على الحكمة، ولكنها على الأقل قدمت مقاييس جيدة بشكل معقول للمهارات التحليلية (وكذلك قاعدة المعلومات). لكني كنت مخطئاً.
أستنتجنا أنا وويندي ويليامز (Wendy Williams) أن اختبار (GRE) لم يكن مؤشراً جيداً للنجاح في برنامج الدراسات العليا في علم النفس في جامعة ييل. لكنني كنت أعرف، بالطبع، أن جامعة ييل كانت إنتقائية للغاية، وأننا كنا ننظر فقط إلى علم النفس. وكما اتضح، فإن الاستنتاج كان عام جدا وانا لم اعرف هذا في ذلك الوقت.
لذا من الواضح أنه إذا كنت ترغب في إختيار الطلاب لمهاراتهم في التفكير العلمي، فإن الاختبارات التقليدية المستخدمة للقبول في الكليات والجامعات ليست مقاييس جيدة. لكن هذا لا يعني أنها عديمة الفائدة. يمكن استخدام القدرات العقلية العامة في الكثير من المهام في الحياة. ولكن هذه القدرة وحدها ليست مقياساً جيداً للتفكير العلمي.
ترجمة: زينب عبد الكريم
تدقيق: ياسمين عبد الحسين
تصميم: فرات جمال
نشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا