لا يبدو هذا السؤال غريباً إذا كنا نعلم مسبقاً أن إيران بلد بحجم قارة. تضم أعراقًا، وأجناسًا مختلفة من البشر، الذين يتعايشون في تقلبات جيولوجية، وجغراسية على مر الأزمان. فهناك الأتراك والآذريون في الشمال الغربي، والبلوش في الجنوب الشرقي والأكراد في الغرب، واللر في الجنوب الغربي، والفرس في الوسط ومناطق أخرى، والعرب في الجنوب. والتركمان في الشمال الشرقي، والأرمن وغيرهم.
وعلى الرغم من ذلك فإن اللغات التي تتحدثها شعوب هذه المنطقة عديدة؛ ومعقدة التصنيف، ولكن جميعها من سلالة اللغات الهندو أوربية، إذ أن جميعها قد تفرعت من اللغة الفارسية القديمة. وأيضًا يمكن تسمية هذه اللغات بالإيرانية نسبة للعرق الآري الذي يسكن هذه المناطق.
حسب إحصاء أجري عام ٢٠٠٥ فإن هناك حوالي ٧٧ لغة في إيران، أغلبها لغات مندثرة. وأشهرها هي اللغة الفارسية التي يتحدثها نحو أكثر من ٤٥ مليون نسمة، ثم تأتي اللغة الكردية في المرتبة الثانية التي يبلغ متحدثيها ٣٥ مليوناً وفي المركز الثالث اللغة البلوشية لسبعة ملايين متحدث.
وأيضًا هناك اللغة المازندرانية بأربعة ملايين متحدث.
وتعتبر هذه اللغات هي من اللغات الحية، خصوصاً وأن الفارسية هي اللغة الرسمية لإيران.
وقد أظهرت البحوث حسب ما هو موجود من تدوينات، وآثار فإن أقدم لغة تم تسجيلها في منطقة إيران هي اللغة الأفيستانية، لغة الدين الزرادشتي والتي دوّن بها كتاب (الأفستا) تعاليم نبيهم زرادشت.
أما اللغة الفارسية التي نعرفها اليوم، فهي تمثل اللغة الناطقة لـ 64% من الشعب الإيراني. فهي تقسم إلى قسمين هما الفارسية الغربية (الإيرانية) والفارسية الشرقية التي يتحدث بها الأفغانيون والطاجيكيون، وقد مرت اللغة الفارسية بثلاث مراحل:
▪︎الفارسية القديمة : التي بدأت مع القرن السادس قبل الميلاد، وكانت سائدة في أيام حكم الدولة الأخمينية.
▪︎الفارسية الوسطى : أو (الپهلوية) والتي تطورت عن الفارسية القديمة في القرن الرابع قبل الميلاد، وكانت سائدة حتى العصر الساساني.
▪︎الفارسية الحديثة والمعاصرة : التي أنتعشت عن المرحلتين السابقتين بعد قرنين من الصمت؛ القرن الهجري الاول والثاني حيث كانت اللغة العربية فيهما هي اللغة الرسمية للبلاد.
وتنبثق عن اللغة الفارسية لهجات عديدة منها : اللهجة الطهرانية، والخراسانية، والأهوازية.
يمكننا تقسيم اللغات المحكية في إيران أو تبويبها على النحو التالي :
١- الجزء الشمالي الغربي من إيران الذي يضم اللغات الكردية وهي تشمل الكردية، والسورانية، والكرمنجية، والفيلية، وأيضاً لغة لكي، وهي في اللغالب لهجات قريبة من الكردية.
وأيضا اللغة التاتية، واللهجات القزوينية، واللغة المازندرانية، والشبكية.
٢- لغات الجنوب الغربي : تعم اللغة الفارسية الحديثة في هذه المناطق من إيران التي تشمل العاصمة طهران والمحافظات الاخرى القريبة منها، وأيضاً تتواجد اللغة الدرية وهي بالأصل اللغة الرسمية في أفغانستان، وهناك اللغة السوندية.
٣- اللغات الميتة : اللغة كائن حي فإذا ما روعي فإنه حتماً سيموت، ونجد أن هناك لغات عديدة اندثرت في إيران بسبب عدم التدوين بها وأندماج متحدثيها مع المناطق والأقاليم الأخرى وتعلم لغاتها. فأندثرت اللغة الپهلوية، والبارثية، والفارسية القديمة، واللغة الأفستية.
اللغة العربية أيضا تحتل مكانة مرموقة في إيران، ويتحدثها قسم كبير من عربستان، والأهواز. لا سيما وأن هناك أعراق عربية مختلفة، فحسب ما ظهر في الخارطة التي نشرها موقع ناشيونال جيوغرافك ضمن دراسة لفحص أصول البشر تبين أن ٥٦% من سكان إيران تعود أصولهم إلى العرب.
في الختام نذكر على سبيل المثال أسماء بعض اللغات الإيرانية :
اللغة الآرامية، الأرمينية، الباشكاردية، العيلامية، الكيلكية، الدرية، التركمانية، البراهوية، الآذرية، الدومرية، القشقائية، الكرمنجية، الزازاكية.
إعداد: محمد عبد
تدقيق وتصميم ونشر: تبارك عبدالعظيم