تتيح لنا مواقع التواصل الإجتماعي، مثل فيسبوك (Facebook)، وإنستغرام (Instagram)، مشاركة ليس فقط حياتنا اليومية وشخصياتنا، ولكن أيضاً لنخبر العالم عن علاقاتنا الرومانسية.
يعلن معظم الأشخاص عن علاقتهم في ملفهم الشخصي على وسائل التواصل الإجتماعي، ويستخدمون صورة مع شريكهم كصورة ملف شخصي، وينشرون الصور والتحديثات التي تشير إلى شركائهم العاطفيين. يميل الأشخاص الذين ينخرطون في هذه الأنواع الشائعة من عروض العلاقات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن يكونوا أكثر إرتياحاً لعلاقاتهم. ومع ذلك، لا تتعلق شاشات العرض هذه بالضرورة بالتواصل مع شريك حياتك. قد تتضمن أنواع معينة من العروض تعويضاً مفرطاً لعلاقة أقل إرضاءاً ، وقد ينشر الأشخاص أيضاً علاقاتهم كوسيلة للتباهي أمام الآخرين. يستكشف بحث جديد أجراه كوري كروجر (Kori Krueger)، و أماندا فورست (Amanda Forest) الدافع الآخر وراء هذه العروض وهو: حماية علاقتك من التهديدات الخارجية.
هناك طريقتان يمكن أن تمنح الحماية لعلاقتك على وسائل التواصل الاجتماعي :
1) تمنحك وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة للتفاعل مع شبكة كبيرة من الأشخاص، قد يكون بعضهم شركاء رومانسيين بديلين محتملين لك. من خلال الحصول على صورة للملف الشخصي ونشرها حول علاقتك، فإنك تشير إلى الآخرين أنك مرتبط.
2) تمنح وسائل التواصل الاجتماعي شريكك نفس الفرصة. من خلال عرض علاقتك عبر الإنترنت، فإنك تشير أيضاً إلى خصومه الرومانسيين المحتملين بأن شريكك هو شخص مُرتبط.
وبالتالي، تمنع مشاركة علاقتك هذه من أن تميل إلى الغموض، وتقل إحتمالية إغراء شريك حياتك أيضاً.
أجرى كروجر و فورست دراستين للمساعدة في فهم كيف يمكن لدوافع حماية العلاقات أن تشرح سبب مشاركتنا لعلاقاتنا.
قاموا في الدراسة الأولى بتفقد (236) مستخدماً لتطبيق فيسبوك مرتبطون حالياً في علاقة رومانسية. قاموا بتقييم مقدار عرضهم لعلاقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي (على سبيل المثال، وجود حالة علاقة مقترنة، مثل إستخدام صورة زوجين كصورة ملف شخصي أو نشر تحديثات أو صور تضمنت شريكهم). كما سألوا المشاركين إلى أي مدى استخدموا وسائل التواصل الإجتماعي كوسيلة لحماية علاقتهم، من خلال الإشارة إلى مدى توافقهم مع عبارات مثل “أريد أن أشجع أي إهتمام رومانسي أو جنسي من الآخرين”و “أريد تجنب شخص آخر يحتمل أن يسرق شريكي الرومانسي مني.”
لقد وجدوا، على غرار البحوث السابقة، أن الأشخاص الذين شاركوا علاقاتهم عبر الإنترنت عبّروا في الواقع عن مشاعر أقوى فيما يتعلق بشريكهم. ومع ذلك، وجدوا أيضاً أن الدوافع الواقية للعلاقة كانت مرتبطة بمشاركة العلاقة، علاوة على مشاعر الترابط هذه.
أظهرت الدراسة الأولى أن الناس غالباً ما يعرضون علاقاتهم على وسائل التواصل الإجتماعي كوسيلة لتجنب التقدم الرومانسي من الآخرين. ولكن هل هؤلاء المرتبطين المحتملين يحصلون على تلميح؟ في دراسة ثانية، اكتشف الباحثون كيف يرى الآخرون هذه العروض والمشاركات العلنية الرومانسية.
في تجربة، قدم الباحثون (224) مشاركاً بملف شخصي على (Facebook) قاموا بإنشائه، والذي يُفترض أنه ينتمي إلى شخص من الجنس (Gender) أشار المشارك إلى أنه يفضله حتى الآن. بالنسبة إلى نصف المشاركين، أظهر الملف الشخصي بوضوح أن الشخص كان في علاقة رومانسية، من خلال تضمين حالة علاقة مقترنة، وصورة ملف تعريف لحبيبين، وتحديث حالة ذكر الشريك الرومانسي. شاهد النصف الآخر من المشاركين ملفاً شخصياً مشابهاً، ولكن بدون معلومات العلاقة.
مقارنة بالمشاركين الذين شاهدوا ملفاً شخصياً بدون عرض حالة العلاقة، كان أولئك الذين شاهدوا الملف الشخصي الذي يحتوي على هذه العروض أكثر ميلاً إلى إدراك أن هذا الشخص كان على علاقة جيدة وأنه غير متقبل للتقدم الرومانسي من أشخاص آخرين. بالإضافة إلى ذلك، أدت هذه التصورات التي مفادها أن الشخص لا يتقبل التقدم الرومانسي إلى إنخفاض إحتمالية أن يحاول المشارك التغلب عليها أو الاقتراب منها. هذا يدل على أن مشاركة العلاقة علناً يحمي حقاً علاقتك من الآخرين الذين قد يكونون مهتمين رومانسياً إما أنت أو شريكك.
أحد الأسئلة المثيرة للاهتمام التي لم يحددها الباحثون هي من المرجح أن يكون لديه دوافع حماية العلاقة. على سبيل المثال، قد يحاول الأشخاص الذين يشعرون بالقلق من مغادرة شريكهم لهم أو الأشخاص الذين يشعرون بالقلق عموماً بشكل خاص الإشارة إلى الآخرين بأن شريكهم قد تم أخذه. في الواقع، أظهرت الأبحاث الأخرى أن القلق بشأن ولاء الشريك يمكن أن يدفع إلى عرض علاقات وسائل التواصل الاجتماعي. من ناحية أخرى، فإن الأشخاص الذين يرون أنفسهم مرغوبين بشكل خاص، من المحتمل أن يقوموا بشكل خاص بإسقاط رسالة “تحذير بالإبتعاد” على وسائل التواصل الإجتماعي، خاصة إذا كانوا ملتزمين بشدة بشريكهم. لذا، فربما يؤدي إنعدام الأمان والأمان إلى حث الناس على إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي لحماية علاقاتهم.
يوضح هذا البحث أن إظهار علاقاتك على وسائل التواصل الإجتماعي يخدم غرضين:
1) الشعور أكثر ارتباطاً بشريكك، و 2) حماية علاقتك من الآخرين الذين قد يكونون مهتمين بمتابعة إما أنت أو شريكك
المصدر: هنا
ترجمة: نور المحسن
تدقيق: ياسمين القزاز
تصميم: محمد روحي