أستطاع العلماء أستخدام خوارزميات الكمبيوتر لتطوير كائن حي مصنوع من الحمض النووي للضفادع بنسبة 100% ولكنه ليس ضفدعاً.
ماذا يحدث عندما نأخذ خلايا من أجنة الضفادع ونزرعها داخل كائنات جديدة طورت بالخوارزميات؟
سنحصل على شيء يسميه الباحثون بالآلة الحية، وهي الأولى في العالم.
على الرغم من أن الخلايا الجذعية الأصلية جاءت من الضفادع وبالتحديد الضفدع الأفريقي المخلب Xenopus laevis حيث أنه لا يشبه أي من البرمائيات المعروفة.
ووفقاً لدراسةٍ جديدة، فأن عرض هذه الذرات الصغيرة يبلغ 0.04 بوصة (1 ملليمتر) فقط. وهي مصنوعة من أنسجة حية زرعها علماء الأحياء في كائنات صممها الكمبيوتر.
هذه الكائنات المتنقلة يمكن أن تتحرك بشكل مستقل وجماعي، ويمكن أن تعالج جروحها ذاتياً كما تستطيع البقاء على قيد الحياة لأسابيع، ويمكن أن تُستخدم لنقل الأدوية داخل جسم المريض.
فقد أوضح عالم الكمبيوتر وخبير الروبوتات في جامعة فيرمونت جوشوا بونغارد أن هذه المخلوقات ليست روبوتاً تقليدياً، ولا نوع من أنواع الحيوانات المعروفة، إنه كائن من صنع الأنسان، كائن حي قابل للبرمجة.
قال مؤلف الدراسة الرئيسية سام كريغمان، وهو مرشح الدكتوراه لدراسة الروبوتات التطورية في جامعة فيرمونت قسم علوم الكمبيوتر، في بيرلينغتون : إن الخوارزميات شكّلت تطور الزينوبوتس xenobots التي يتم تنميتها من الخلايا الجذعية للبشرة والقلب، ويتم زرعها في مئات من كتل الأنسجة حيث تنتقل عبر النبضات التي تولدها أنسجة عضلة القلب. ولاتملك هذه الكائنات سيطرة خارجية من جهاز تحكم، أو كهرباء حيوية، فهي كائن مكتمل مستقل بذاته. لكن الباحثين حددوا بعض قدراتها كالطاقة القصوى لعضلاتها، وكيفية أدائها في البيئة المائية. بالأضافة إلى هذا، تنطبق عليها عملية التطور الطبيعي أي أنها تحدد خياراتها وتحذف الأقل نجاحاً منها.
بعدها أعاد الباحثون هذه التصاميم للحياة. فجمعوا الخلايا الجذعية لتكوين أشكال ثلاثية الأبعاد، ذاتية الطاقة مبنية على أساس خوارزمية التطور.
ومن الممكن استيضاح فوائد هذه الروبوتات الحية والتي لايمكن لأي آلة ثانية تقديمها مثل تحديد السموم والتلوث الأشعاعي، وجمع الملوثات البحرية، أو أكتشاف المعادن. وهذا حسب ما أوضحه مايكل ليفان مدير مركز علم الأحياء التطوري والمتجدد في جامعة توفت في ماساشوتس.
كما نعلم فأن هذا الدمج بين الآلات والكائنات الحية شائع في أفلام الخيال العلمي. وهناك تخوفات كبيرة من هذه المفاهيم. في الحقيقة هذا التخوف معقول فعندما نعبث بالأنظمة المعقدة حولنا والتي لا نفهمها فستكون النتيجة الطبيعية هي حصولنا على عواقب غير متوقعة. مع ذلك فأن أستشمار هذا العبث في كائنات بسيطة مثل الزينوبوتس قد يساعدنا في أكتشافات مهمة.
إذا ما أرادت البشرية النجاة في المستقبل، فعلينا أن نفهم كيف تتولد الخصائص المعقدة من أمور وقوانين بسيطة.
المصدر : هنا
ترجمة : زينب عبدالكريم
تدقيق : محمد عبد
تصميم : فرات جمال