يحتاجُ العالمُ اليوم إلى قيادةٍ خلّاقة، وريادةٍ في أعمال التكنولوجيا. فلماذا لا تزال العديد من الشركات تَعتقد أن المهندسين ذوو التفكير العلمي سيفشلون دائماً كمدراءٍ جيدين؟
معظمُ المهندسون قد يصبحون مدراء في حياتهم المهنية، وعادةً ما يكونوا غيرَ مستعدين لهذا التحول، وفقاً لورقةٍ نُشرت في مجلة الإدارة الهندسية في العام 2002م.
لماذا بعد كل هذه السنوات يصبح هذا الرأي واسع الأنتشار، خاصة في الشركات الكبيرة؟
ربما جاءَ ذلك من فرضية أن المهندسين يُفضلون العمل مع الأشياء (مواد العمل) وقوانين الفيزياء على العمل وأدارة الموظفين مع مشاكلهم المعقدة، وعواطفهم، وشغفهم، وعاداتهم، وأيضاً بعض أعتقاداتهم.
قد لا يدرك أولئك الذين يحملون هذا المنظور أن العديد من المهندسين يدخلون هذه المهنة لمساعدة الناس على تلبية أحتياجاتهم الأساسية للسكن مثلا، وإعداد الطعام، والتنقل، والتواصل، والصحة. إن المهندسين المعماريين، ومهندسي تجهيز الأغذية، ومهندسين النقل، والمهندسين الطبيين، وغيرهم أرادوا ببساطةٍ حل المشكلات الإنسانية من الناحية التكنولوجية.
التكتيكات الرئيسية للنجاح الإداري.
وفقاً لمقال من VentureBeat، يكمن مفتاح كونك مديراً جيداً في التكنولوجيا في القدرة على “تقييم الخيارات التقنية، وتقديم التوصيات المواكبة مع متطلبات العمل، وإبلاغ هذه القرارات إلى أصحاب القرار”.
وتسردُ المقالة أيضاً هذه الخطوات المهمة التي يجب على المهندسين أتخاذها ليصبحوا مدراء فعّالين في هذا المجال :
1. تبني عقلية الأعمال، وتطوير التعاطف.
2. التركيز على الهدف بدلاً من العقبات.
3. إنشاء المعارف ضمن شبكتك.
4. تعلم كيفية قياس نجاحك أستناداً إلى تصورات الموظفين.
5. حافظ على مشاريعك في فترة حياتها بدلاً من التركيز فقط على تشغيلها.
6. الحفاظ على السلوك الإيجابي.
بينما يتفوق معظم المهندسين في الجانب الفني من عملهم، فإن أحد أصعب المهارات التي يجب تطويرها هي كيفية التعاون مع الآخرين في المشاريع.
الأمر نفسه ينطبقُ على القيادة، فلا يوجد شخص / أو مهندس يولد قائداً، لذلك تُعد هذه المهارة من أهم الأشياء التي يجب التركيز عليها في إنتقالك من مهندسٍ مستقل إلى مدير.
لنبدأ بالقيادة، ولأن “القيادة تتخطى الإدارة”، على حدِ تعبير معهد الهندسة والتكنولوجيا (IET).
في بحثٍ عن (المهندسين والتكنولوجيا) وصفَ روبن ماكجيل بعض الخطوات التي اتخذها للهندسة ليصبح الرئيس التنفيذي في المجتمع الدولي لمجتمع الهندسة والتكنولوجيا IET. ولقد مر بتجربته الأولى في الإشراف من خلال “إشراك الناس، وعدم الخوف من طلب المساعدة”.
وقال : “إن التحدي الحقيقي كان توحيد الناس وجعلهم يعملون على أعلى مستوى ممكن، وجعلهم يتماشون مع الاستراتيجية التي نتبعها.”
وقد أخبر Ou Shian Waei، المدير العام لشركة IBM Malaysia : “عليك أن تعرف أين تكمن نقاط ضعف الشركة، وحتى طاقم العمل، ولا يمكنك أن تخجل، وتدافع عن هذا الأمر. ويجب أن يتم إيصال هذه الفكرة بشكلٍ صحيح إلى الموظفين.” فيمكنك بعد ذلك تحديد نقاط قوتك، والحفاظ عليها وكذلك بنائها في نفس الوقت. كل شيء إذن يتعلق بالثقة، والتي تؤدي في النهاية إلى تكوين الشغف. ومع الشغف، يمكن العثور على الفرص لحل المشاكل كلما حدثت.
وقال وي أيضاً : “إن أصل الشغف يأتي من الأحساس بالعمل. فيجب أن يكون لديك أهتمام بالموضوع الذي تريد أستكشافه، وهذا هو المكان الذي يأتي منه شغفك.”
وأضاف : “إن العاطفة هي التي تدفع الناس إلى النجاح.”
المهندسون الفضوليون يصبحون مدراء رائعين،
هل عرفت من قبل بالمهندس غير الفضولي، المهندس الذي لا يطور نفسه، ولا يكون فضولي بتحديث معلوماته.
إن التاريخ يقف مع المهندسين على الجانب الذي يقول أن من الممكن للمهندسين أن يتطوروا إلى الأدوار الإدارية. وكمثال على ذلك Kiichiro Toyoda بعدما كان مهندساً شاباً أسس قبل 70 عاماً شركة Toyota Motor Company. وكذلكَ نظام إنتاج تويوتا اليوم، ناهيك عن فلسفته في الإدارة القوية للغاية التي تجسدُ نجاح المهندسين كمدراء، والتي خرجت من شركة تويوتا. منذ ذلك الحين، فلقد أثبت المهندسون مراراً أن أولئك العاملين في مهنتهم يمتلكون الخصائص اللازمة للقيادة، بغض النظر عن الإدارة.
فلماذا إذن الرأي القائل بأن المهندسين الجيدين سوف يفشلون دائماً كمدراء بشكلٍ مستمر؟
لقد بحثنا في هذا الأمر بشكلٍ بسيط . وعلى الرغم من أنه لا يمكن الإجابة عن السؤال إلا بناءً على أجابة المهندس الفرد، فليس هناكَ سبب وجيه للمهندسين المحترفين لتخيل أن هناك معوّق يوقفهم عن العمل في منصب إداري طالما يمكنهم إثبات أنه عندما يتولون المسؤولية، فإنهم سوف ينجحون.
المصدر: هنا
ترجمة و تصميم: Abdulrahman M. Abdulsattar
تدقيق: Mohamed Abd
نشر: Abilta E Zeus