أحتراق أكبر الغابات المطيرة في العالم.
مخلفات حرائق الأمازون التي حدثت عام 1990م. وحرائق تنتشر كل دقيقة في البرازيل.
منذ الخامس عشر من آب/أغسطس أندلعت حرائق أكثر من 9,500 في البرازيل، وكان معظمها في أنهار الأمازون، إذ يمكن رؤيتها من الفضاء، وأما الدخان المتصاعد منها فقد حجب الشمس مؤقتاً عن سماء سان باولو يوم الاثنين.
سجلت البرازيل حتى الآن من هذا العام 76,000حريق في السجل السنوي، وفقاً للمعهد الوطني لبحوث الفضاء في البرازيل.
إن الغالبية العظمى من هذه الحرائق بدأت بسبب أفعال البشر المتعمدة. على سبيل المثال: فأن المزارعين والحطابين يضرمون النيران في الغابات المطيرة أثناء أشهر فصل الصيف، ولا زالت مساحات واسعة من الأمازون لأستخدامات صناعية، وزراعية للعام المقبل.
لماذا يحترق الأمازون؟
تعتبر حرائق الأمازون غير طبيعية على خلاف حرائق الغابات في كاليفورنيا، أو الحرائق الحالية في سيبيريا.
قال البيرتو سيتزر لسي أن أن وهو أحد كبار العلماء في المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل : “إن 99% من حرائق الأمازون تبدء من أفعال البشر، سواء كانت بقصد أو بدون قصد.”
وقالت أيضاً عالمة الأرصاد الجوية التابعة لوكالة أل سي أن أن في تقرير الشبكة بأن المزارعين ينتظرون الفصول الجافة لمباشرة حرق وأخلاء الأراضي كي يرعوا مواشيهم، وهذا ما نتوقع حدوثه هناك.
موسم الجفاف في الأمازون يبدأ من تموز/يوليو حتى تشرين الأول/أكتوبر، ويبلغ ذروته في أواخر شهر أيلول/سبتمبر. ويرافق هذا الموسم هذه الحرائق السنوية التي تدعى (كويمادا) وأن الطقس الرطب يقلل من مخاطر تلك الحرائق.
وصرحت إلى فايس مايكيلا وايز التي تعمل لدى المعهد العالمي للموارد المتعلقة بتتبع أعمال إزالة الغابات والحرائق : بأن من المهم معرفة أن بعض الحرائق التي تحدث في الأمازون هي طبيعية.
حسب ماصرحت به فوكس أن بالأضافةِ إلى المزارعين والحطابين غير القانونيين فأن بعض عمّال المناجم يضرمون النيران أيضاً، أو يقومون بطرد السكان الأصليين بغرض إخفاء الأدلة عن نشاطاتهم. حيث يسكن الغابات المطيرة ما لا يقل عن 400 من القبائل الأصلية الذين ترتبط ثقافتهم، وسبل كسب معيشتهم أرتباطاً وثيقاً في الحالة البيئية للأمازون.
وأصدرت الأقمار الصناعية البرازيلية بياناً حول ملاعب لكرة القدم الأمازونية قد تساقطت أشجارها كل يوم خلال الشهر الماضي. وكان العدد الأجمالي للأراضي التي تمت إزالتها أكثر من 39% في الشهر نفسه من العام الماضي. وأن إزالة الغابات والحرائق هما عاملين مرتبطبين منذ إن كانت إضرام النيران هي إحدى الطرق الأساسية لدى البشر لأخلاء الأراضي.
وقد قال خبراء وعلماء البيئة أن أرتفاع معدل عملية إزالة الغابات قد تكون لها صلة بالخطابات والسياسات للرئيس البرازيلي جير بورسونارو.
فيما صرح الرئيس بورسونارو قائلاً بأن حماية الأمازون ليست من أولوياته المهمة. فهو يشجع على المشاريع الإنمائية مثل الطرق الرئيسية، وسداً لتوليد الطاقة الكهرومائية في الأمازون.
حيث قامت حكومته بقطع الأخشاب بصورة غير قانونية. وفي سنة 2018 تم الاستيلاء على 880,000 ألف قدم مربع من الأخشاب غير القانونية في ظل الحكومة البرازيلية السابقة. وقد أفادت صحيفة بسفك ستاندرد بأن الوكالات التابعة لحكومة بورسونارو قد صادرت حوالي 1,410 قدم مربع من المساحات غير المشروعة في 15 من شهر آيار/مايو.
هل للحرائق علاقة بتغيّر المناخ؟
لا يمكن ربط الأحداث الفردية مثل حرائق الغابات، والأعاصير، والعواصف الشتوية مباشرة بتغيّر المناخ؛ ومع ذلك، فإن تغيّر المناخ يزيد من أحتمال وتيرة حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم. حيث تتيح الظروف الأكثر دفئاً في أن تبدأ الحرائق في النمو بشكل أكبر مما قد يحدث.
وعادةً ما تكتم رطوبة الأمازون هذه الحرائق قبل أن تصبح كبيرة للغاية، لكن هذا العام كان الجو حاراً وجافاً بشكلٍ خاص في جميع أنحاء العالم.
الدخان يتصاعد أثناء نشوب حريق في منطقة ما من غابات الأمازون المطيرة بالقرب من حميتا ولاية أمازوناس في البرازيل في 17 أغسطس بشكلٍ عام، حيث أن هذا العام يسير بخطى ثابتة ليكون الجو الثالث أكثر سخونة على مستوى العالم، وفقاً لمناخ سنترال. كان العام الماضي رابع أحر بعد عام 2016م.
الهواء الساخن يمتص الرطوبة من الأشجار والتربة، في حين أن سقوط الأمطار يؤدي بالغابات الجافة إلى أن تكون أكثر عرضةً للحرق. وبهذا المنطلق، فإن تغيّر المناخ وحرائق الغابات المطيرة غير المنضبط مترابطان.
كيف سيؤثر هذا على الكوكب؟
تلعب الأمازون دوراً مهماً كأكبر غابة مطيرة في العالم، في مراقبة مستويات ثاني أكسيد الكربون في كوكبنا. النباتات والأشجار تأخذ ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين مرة أخرى في الهواء في عملية التمثيل أو البناء الضوئي. وهذا هو السبب في أن غابات الأمازون التي تغطي 2.1 مليون ميل مربع من الكرة الأرضية يشار إليها غالباً باسم “رئتي الكوكب”. تنتج الغابة ما بين 6% _ 20% من الأكسجين في الغلاف الجوي لكوكبنا والذي بطبيعة الحال أمر مهم للأحتباس الحراري ومناخ الكوكب بشكل عام. ولكن عندما تحترق الأشجار، فإنها تطلق ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى في الجو، وهذا يسهم في تغيّر المناخ.
يخشى العلماء أيضاً من أن تعاني الأمازون بمرور الوقت من إزالة الغابات لدرجة أن حلقة التغذية الراجعة يمكن أن تحولها إلى منظر أفريقي من نوع السافانا. إذا أختفى 20% من منطقة الأمازون _حوالي 20% من منطقة الأمازون قد تم تقليصها بالفعل في البرازيل خلال الخمسين عاماً الماضية، وفقاً للتقرير_ يعتقد بعض الخبراء أن ذلك قد يؤدي إلى عملية تسمى “التراجع”. حيث أن بقية الغابة يجف، ويحترق.
وإذا حدث ذلك، يمكن إطلاق ما يصل إلى 140 مليار طن من الكربون المخزن في الغلاف الجوي، مما قد يؤدي إلى زيادة أخرى في درجات الحرارة العالمية المتصاعدة بالفعل.
يقول كريستيان بويرير مدير برنامج منظمة أمازون ووتش غير الهادفة للربح لشبكة سي إن إن : “الأمازون مهمة بشكل لا يصدق لمستقبلنا، وقدرتنا على تجنب أسوأ تغيّر في المناخ. هذا ليس غلواً فنحن نبحث عن دمار لا يوصف ليس للأمازون فحسب، بل لكوكبنا بأكمله.”
ترجمة : Hayoo Ayah , Ahmed Hatem
تدقيق : Mohamed Abd
تصميم ونشر : Furat Jamal
المصدر : هنا