من السهل عادة التمييز بين الحيوان والنبات، فالنبات ثابت في مكانه ويصنع غذائه بنفسه من ضوء الشمس، أما معظم الحيوانات فتتحرك لتبحث عن طعامها الذي يكون عادة النبات.
لكن هناك ذاك الكائن وحيد الخلية الذي يدمج الخط الفاصل بين المجموعتين.
الميزودينيوم المتقلّب أو المتلوّن، هذا الكائن الصغير الذي يمد غشاءه الخلوي ليحيط بالطحلب عند إقترابه منه ليكوّن فجوة غذائية متصلة بالغشاء يُهضم الغذاء الملتهم فيها. في العادة، تدخل الأنزيمات الفجوة الغذائية لتهضم مافي داخلها وتزود الكائن بالطاقة، لكن هذا ليس مايحدث مع هذا الكائن، حيث لايتم هضم الطحلب إنما يبقى حياً داخل الفجوة ويعمل كلوح شمسي يحول الضوء الى طاقة يستفيد منها الكائنين.
تمكن المتقلّب والطحلب، وبطريقة ما، من تجاوز عمليات الخلايا الطبيعية. الكثير من الأسئلة حول لماذا لاتدمر الخلية الطحلب ؟ كيف يبقي المتقلّب الطحلب حياً بالرغم من كونه حيواناً والآخر نبات؟ تحتاج أجوبة وبحوثاً أكثر لمعرفة مدى استهلاك الطحلب، وكيف يُحافظ عليه داخل الفجوة، وكم مقدار الطاقة التي يحتاجها المتقلّب بالضبط؟
يرتبط الكائنان بعلاقة تعايش وتبادل منفعة-كائنان ينتفعان من بعضهما ويعيش أحدهما داخل الأخر.
في الحقيقة، هذا النوع من التحالف ليس بجديد، فقد دخل المرجان والطحلب لملايين السنين بعلاقة تبادل منفعة سعيدة. حيث عاشت خلايا الطحلب داخل أغشية المرجان المكونة للحيد المرجاني، وتحظى بالحماية وبعض المكونات من المرجان وبدورها تزوده بالمواد الغذائية.
لكن مايميز كائننا هذا أنه وعلى عكس المرجان، يقوم بأكل الطحلب في النهاية. كما إنه يختلف عن بقية صنف الميزودينيوم الذي عادة يكون حديّاً؛ أما أن يأكل الخلايا المحبوسة داخله فوراً أو يتعايش معها أبدياً، فالمتقلّب يتخذ نمطاً وسطياً أي مفترس-شريك ممثلاً بهذا مرحلة تطور بايولوجي.
تدقيق: Jazmine A. Al-Kazzaz
تصميم: Furat Jamal
نشر: Abilta E Zeus