إن حبوب منع الحمل هي وسيلة شائعة لتنظيم النسل ولكن يجب أخذها يومياً وفي حال نسيان تناولها ولو لمرة واحد تزداد فرص الحمل. ولمعالجة هذه المشكلة، طور مجموعة من الباحثين حبة تؤخذ مرة واحدة فقط شهرياً .
وفقاً لدراسة نُشرت في الرابع من ديسمبر/كانون الاول في مجلة Science Translational Medicine
فإن هذه الحبة تُضم إلى أداة عضوية شبيهة بنجم البحر وتُغلف في كبسولة يمكن ابتلاعها.
بمجرد أن تصل الكبسولة إلى المعدة تذوب وتُطلق الأداة الشبيهة بنجم البحر والتي تبسط بعد ذلك أذرعها الستة، ثم تستقر في المكان وتبدأ بإيصال الهرمونات ببطئ. إختبر الفريق والذي يقع مقره في معهد ماساستوتش للتكنولوجيا تصميمه الطبي الحيوي على الخنازير ووجد بأنه فعال لكن لم تجري تجربته على البشر بعد.
قال الكاتب الرائد أميا كيرتان وهو زميل أقدم لمرحلة ما بعد الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا :
“لقد كنا نحاول إيجاد طريقة يمكننا من خلالها تحسين التزام المريض بالعلاجات”. وبالرغم من أن الباحثين طورا في البداية نظامهم لإيصال الأدوية لعلاج فايروس نقص المناعة البشرية والملاريا .أدركوا بأمكانية تكييفه لتوفير وسائل لمنع الحمل.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فأن حوالي 12.6%من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية يتناولن حبوب منع الحمل الفموية لكن في حال عدم الإنتظام في تناولها في الوقت نفسه يومياً أو نسيان الحبة يمكن أن تزاد فرص حدوث الحمل.
صرح كيرتان لـ Live Science قائلاً :
“لقد أظهرت الدراسات السابقة بأن إذا كان يجب على الناس أخذ الحبة بجرعات أقل فمن المرجح أن يداوموا على تناولها بإنتظام أكثر.”، “وهذا ما شجعنا حقاً للوصول إلى نظام يُمكن الشخص من تناولها فموياً ولكن بجرعات أقل .”.
بنى أعضاء الفريق تصميمهم الجديد إستناداً إلى عملهم السابق لكنهم أمضوا بعضاً من الوقت في محاولةٍ لتحديد بوليمرات جديدة – جزيئات كبيرة ذات خواص كميائية خاصة – يمكن أن تصمد أمام خضخضات المعدة الغادرة لمدة أُسبوعين.
وبعد إختبار عدد من البوليميرات في سوائل محاكية لسوائل المعدة، وجدوا أن نوعا من البوليمرات (البولي يوريثين)كان الأفضل للب وأذرع نجم البحر، كما وجدوا أن من خلال تغير طول البوليمر يمكنهم تغير كمية الدواء الذي يطلقه إما من خلال الإنتشار (حيث يترك الأداة الحاوية على الحبة بشكل طبيعي لأنه يتدفق من منطقه ذات تركيز عالٍ إلى منطقة ذات تركيز منخفض) أو من خلال الإنحلال (حيث تنهار أجزاء من الأذرع وتُطلق الدواء).
قال كيرتان : “قام الباحثون بتوصيل الأذرع بمركز الأداة من خلال بوليمرات رابطة، وبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع يمكن لهذه البوليميرات الرابطة أن تتخذ شكلاً بحيث يمكنها من أن تُحل كي تصبح الأداة أصغر وتمر عبر المعدة وخارج الجسم.”
قام الباحثون بتعبأة الأذرع الستة بالـ الليفونورغيستريل وهو الهرمون الموجود في الوسائل الإحتياطية لمنع الحمل الطارئ وفي موانع الحمل الهرمونية الأُخرى وإختبروا أنواع مختلفة من موانع الحمل التي تؤخد مرة شهرياً على الخنازير. ووجدوا أن الأداة وَصَلَت بفعالية نفس كمية الهرمونات التي توصِلها الحبوب اليومية وبقيت في أجسام الخنازير ل٢٩ يوم. وقال كيريان أنه على عكس أساليب ضبط النسل الأُخرى مثل اللولب فإن حبوب منع الحمل هذه التي تؤخذ مرة شهرياً غير مؤذية و مسيطر عليها من قبل المستخدم، وأضاف أنه حتى الآن لا توجد مشكلة بشأنها في عرقلة تدفق السوائل والمواد عبر المعدة.
مع ذلك من غير الواضح ما إذا كانت نتائج الدراسة الحالية ستنطبق على البشر وبالتالي فإن الدراسات على البشر هي الخطوة الحاسمه التالية.
أسس باحثون شركة للتكنولوجيا الحيوية تدعى( Lyndra Therapeutics )بمنحه من Bill and Melinda gates يتخذون الآن خطوات الإختبار على البشر في التجارب السريرية وتم تمويل هذه الدراسة من قبل Bill&melinda gates.
قالت كريتين مينـزل الأُستاذة في معاهد فينشتاين للبحوث الطبية في نورثويل هيلث في نيويورك والتي لم تكن جزءاً من الدراسة بأن الخنازير أكثر شبهاً بالبشر من القوارض لذا تم اختبار ضبط النسل على الخنازير دون القوارض، ومع ذلك تختلف الخنازير فيما يتعلق بدوراتهن الإنجابية.
وأضافت أن الخنازير لها دورات إنجابية أقصر قليلاً وتحيض بشكل مختلف عن إناث البشر والأكثر من ذلك أن آليات ومعدل هضم الخنازير للطعام وإفراغ المعدة تختلف إختلافاً كبيراً مقارنةً بالبشر.
وأضافت أن ترجمة هذا (إلى البشر) سوف يتطلب المزيد من البحث طالما أنها فعالة و لها آثار جانبيه قليلة سيكون من الرائع بالنسبة للمرأة أن يكون لديها خيار آخر متاح لإختيار وسيلتها لمنع الحمل في المستقبل.
المصدر: هنا
ترجمة: Dhuha Muhanad
تدقيق: Samah Salah
تصميم: Furat Jamal
نشر: Abilta E Zeus