منذُ ٢٠٠٠ عامٍ تقريباً، وفي الزمن الذي حَكمَ فيه الرومان مصر، دُفِنَت إمرأة إسمها ديمِتريا (Demetria) في سردابٍ للموتى مُزخرف بطريقةٍ رائعة في سقارة (Saqqara) بِمصر.
عُثِرَ على نقوش في القبر تحت الأرض تُصوِر ( ديمِتريا ) مُرتديةً فستاناً مُفصلاً وهي تَحمِل العِنب، وينظر إليها حيوانٌ أليف وهو واضع إثنين من أطرافه على فستناها.
إكتَشفَ فريق مصري-ياباني، وبقيادة أستاذ عِلم الآثار نوزومو كاواي (Kozomo Kawai) من جامعة كانازاوا (Kanazawa University) في اليابان، السرداب في موقع في سقارة، و هو عبارة عن مقبرة شاسعة كانت بِمثابة مقبرة كبيرة للعائلة الملكية و مسؤولين آخرين في مَمْفيس (Memphis)، والتي كانت أول عاصمة لِمصر.
أعلَنت وزارة الآثار المصرية عن الإكتشاف في بيان. طلب موقع (لايف ساينس – Live Science) من روجر باغنال (Roger Bagnall) الخبير في مصر الرومانية، أن يترجم النقوش الموجودة في القبر والظاهرة في الصور التي نشرتها وزارة الآثار المصرية.
يُقرأ النقش اليوناني على المنحوتة التي تُصوِر (ديمِتريا) مع حيوان أليف كالتالي :”ديمِتريا إبنة مينيلاوس، حفيدة أمونيا، البارزة، وداعاً” ، وِفقاً لِما قالهُ (باغنال)، وهو أستاذ متقاعد بالتأريخ القديم في جامعة نيويورك. و أكمل قائلاً :”يبدو أن أمونيا هي جَدة ديمِتريا من جهة الأب، و بما أن جدها من جهة الأب لم يُذكَر إسمه، فقد يتم إعتباره غير شرعي”.
تُظهر منحوتةٌ أخرى وُجِدت في سرداب الموتى الآلهة المصرية سث (Seth)، و تحوت (Thoth)، وأنوبيس (Anubis) مع أجنحة تظهر فوقهم. النقوش اليونانية الموجودة تحت صورة الآلهة تقول : “لِمينيلاوس إبن فيلامون، خادِم و مُبَجِل”. الإسم اليوناني (ثيرابيوتيس) كان يستخدم لِوصف العبودية و هو إسمٌ نادر في الوثائق المصرية و يشير إلى أنه كان على الأرجح خادماً لِلإله و ليس لِشخص.وقد ناقش العلماء واجبات و إسلوب حياة ( ثيرابيوتيس ).
قالت الوزارة في البيان أنه تم العثور على تمثالين في السرداب، يبلغ طولهما (٥٥ سنتيمتر) و إرتفاعهما ( ١٩ سنتيمتر ). يُصَوِر التمثال مخلوقات تشبه السِنّوري، و لكن بيان الوزارة لم يحدد نوع الحيوان. ذُكِرَ في البيان أن خبراء الآثار وجدوا إيضاً تماثيل و بقايا مومياء في سرداب الموتى.
كَشَفتْ مقبرة سقارة، حيث تم العثور على سرداب الموتى، عن ثروة من الأسرار حول مصر القديمة وهي المكان الذي أقام فيه الفرعون زوسر (Pharaoh Djoser)، وهو الفرعون الثاني في الأسرة الثالثة الفرعونية، نصباً تذكارياً لِنفسه والذي أصبح أول هرم في مصر القديمة. يمكن العثور على أهرامات و مقابر الملوك من الأسرة الخامسة و السادسة في سقارة.
أجريت العديد من الإكتشافات الأثرية في سقارة بالسنوات الأخيرة، من ضمنها قبر عمره ٢٥٠٠ سنة يحتوي على قناع وجه فضي مُذّهَب، و قبر عمره ٤٤٠٠ سنة تم بناؤه لِمُفتِش إلهي، و قبر آخر عمره ٤٤٠٠ سنة لِرجل إسمه خوي (Khuwy)، والذي كان يُلقِب نفسه الصديق الوحيد للفرعون.
تحتوي المقبرة التي ربما تكون الأكثر شهرة في الجيزة على بقايا الملوك من الأسرة الرابعة الفرعونية، بينما دُفِن الفرعون توت عنخ آمون ( Tutankhamun)، والذي عاش خلال حُكم الأسرة الثامنة عشرة، في وادي الملوك بالقرب من الأقصر.
ترجمة: Huumam Higari
تدقيق: Jazmine A. Al-Kazzaz
تصميم ونشر: Furat Jamal
المصدر : هنا