هذه العلامات الوراثية قد يكون لها دور في تطور الدماغ.
اكتشف العلماء أولى العلامات الوراثية المرتبطة بالعَسَر ، وفقاً لدراسة جديدة.
ويقول القائمون بهذه الدراسة أن هذه العلامات الوراثية قد يكون لها تأثير في التطور الدماغي والتواصل بين مناطق الدماغ المختلفة.
ويقول الباحث زميل جامعة اوكسفورد في المملكة المتحدة قائد هذه الدراسة الدكتور اكيرا وايبرغ في نتائج هذه الدراسة التي نشرت في الخامس من شهر سبتمبر في مجلة (brain): “لقد ألقت هذه الدراسة المزيد من الضوء على العمليات البيولوجية التي تؤدي إلى العَسَر.
حوالي ١ من كل ١٠ من سكان العالم هم من العُسر، و قد أدرك العلماء أن الجينات مرتبطة بكون الإنسان أعسراً، لكنهم لم يعلموا أي جيناتٍ هي المرتبطة.
في دراسةٍ جديدة، حلل الباحثون جينات حوالي ٤٠٠،٠٠٠ فرد في المملكة المتحدة كانت سجلاتهم الصحية وبياناتهم الجينية جزءاً من قاعدة بيانات تعرف ببنك المملكة المتحدة الحيوي، ووجدوا أن حوالي ٣٨،٠٠٠ منهم هم من العسر.
بحث الباحثون عن اختلافاتٍ بين الأحماض النووية للعسر والأيْمُن، وحددوا أربع علامات وراثية مرتبطة بالعَسَر.
ثلاثة منها تقع في جيناتٍ تعمل على توفير التوجيهات اللازمة لصناعة بعض البروتينات التي تشارك في تكوين وتطوير الدماغ، على سبيل المثال بعض هذه الجينات تشارك في إعداد النبيبات الدقيقة التي تشكل “السقالة” داخل خلايا, وتعرف بالهيكل الخلوي.
وتساعد هذه النبيبات على المحافظة على هيكل الخلايا، بما فيها خلايا الدماغ.
ومن المثير للاهتمام، أن جينات السقالات الخلوية هذه، وجد أنها في حيواناتٍ أخرى تعمل على التباين بين اليسار واليمين،ففي الحلزون تحدد هذه الجينات جهة التفاف قوقعة الحلزون لليمين أو اليسار.
حلل الباحثون مسح دماغ عشرة آلاف مشارك أيضاً ووجدوا أن هذه العلامات الجينية مرتبطة باختلافات في مادة الدماغ البيضاء- وهي ألياف عصبية طويلة تسمح لمناطق الدماغ بالتواصل-. وتحديداً كانت الاختلافات أكثر وضوحاً في المساحات التي تربط مناطق اللغة في الدماغ.
و أكثر من ذلك، نشاط الدماغ بين مناطق اللغة كان أكثر تزامناً في الأشخاص العسر مقارناً بالاشخاص الأيمُن.
يقول د.وايبرغ:(لقد اكتشفنا أن لدى المشاركين العسر تواصلاً أكثر تنسيقاً بين مناطق اللغة في الجزء الأيمن والأيسر من الدماغ”.
تقترح النتائج أن” الأشخاص العسر قد يملكون الأفضلية عندما يتعلق الأمر بتأدية المهام اللفظية” لكن إثبات ذلك سيحتاج إلى الكثير من الأبحاث.
كما لاحظ د.وايبرغ أن الفروقات في نشاط الدماغ والمادة البيضاء للدماغ تعتبر عادية بالنسبة إلى مجموعةٍ كبيرةٍ من الناس، وبالتالي فقد لا تنطبق النتائج على فرد معين.
وجدت الدراسة أيضاً أن العلامات الوراثية للأشخاص العسر مرتبطةٌ بارتفاعٍ بسيط في خطر الإصابة بانفصام الشخصية وكذلك مرتبطةٌ بانخفاض بسيط في خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاشي.
وعلى كلٍ، هي مجرد ترابطات، وهذا لا يثبت أن هذه العلامات الوراثية تسبب أي حالة نفسية.
ومن الجدير بالذكر أن الجينات لا تحدد المصير بالنسبة لكون الشخص أعسر ام أيمن ويقدر الباحثون أن هذا الأمر يعتمد بنسبة ٢٥% على الجينات، مما يعني أن ٧٥% أخرى قد تحدد بالبيئة المحيطة بالشخص، أي إنها تأخذ دوراً صغيراً في احتمالية كون الشخص أعسر أو أيمن.
المصدر: هنا
ترجمة: Mohammad Mahdi Falah
تدقيق:Mosaab Al Hassino
تصميم: Ali Husham
نشر: Abilta E Zeus