الحياة قصيرة، ونحن نمضي معظم وقتنا في النوم، لهذا السبب فأن فكرة الـ هيبنوبيديا (Hyponopedia) , او قدرة التعلم اثناء النوم، حيرت العلماء لوقت طويل.
والآن هناك دراسة جديد تضيف المزيد من الادلة ضد الفكرة كلها.
وفقاً للبحوث الجديدة، في الوقت الذي يكون فيه الدماغ قادراً على سماع اصوات مختلفة اثناء النوم، فأن قدرته على تجميع هذه الاصوات بدقة في تسلسل تختفي تماماً حين نغفو .
يشير التقرير الى ان دماغ الانسان لا يعمل بالطريقة ذاتها اثناء نومنا، اذ من المحتمل انه يضع حداً بيولوجيا على نمط الدروس التي بأمكاننا تعلمها أثناء اخذنا لغفوة.
هذه الفكرة نالت اهتمام المجتمع العلمي، منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وحين نُشرت اول دراسات حول امكانية التعلم اثناء النوم.
بدت هذه طريقة رائعة في بادئ الامر للحصول على وقت اضافي للتعلم، بواسطة التعلم من خلال العقل الباطن في الساعات المبكرة من الصباح .
لفترة من الوقت، كان التدرب بالاستماع لحين نومك والاصغاء في هذه الاثناء الى اشرطة سمعية مفادها ترك التدخين، وحفظ المفردات الاسبانية، واحتراف فنون الدفاع عن النفس او حتى زيادة ثروتك المادية .
لكن بدأت ادلة أُخرى بالظهور لاحقاً وسخرت من هذه الادعاءات الغريبة حول امكانية التعلم اثناء النوم، وكان على العلماء الاعتراف بأن النيام لا يمكنهم الاستيقاظ بأدمغة قادرة بطريقة ما على استرجاع الحقائق والارقام الجديدة تماماً .
بدأت هذه الفكرة تعاود الظهور لاحقاً، بالرغم من أن الادعاءات الآن اقل مما كانت عليه منذ عقود مضت .
اشارت دراسات عديدة في السنوات القليلة الماضية الى ان هذه الفكرة لا أساس لها تماماً كما كنا نعتقد .
وجد فريق من علماء الاعصاب الاسرائليين سنة 2014 ان بأمكانهم تدريب النيام على تكوين صلات اللاوعي بين تدخين السجائر و الروائح الكريهة .
ووجدت دراسة جديدة اخرى ان من الممكن اعطاء دروس صوتية للناس اثناء نومهم .
في حين ان هذا البحث لا يدعم فكرة تعلم تعريفات القاموس اثناء نومنا، الا ان هناك دليل يقول بأن العقل البشري يستطيع النجاح بتعلم الأنماط, حتى اثناء النوم.
ان هذه الدراسة تضع مثبط اضافي لهذه الافكار ، وذلك بحجة ان من غير الواضح اذا كان النوم يسمح بالمزيد من لتطور في اشكال التعلم .
استخدم الباحثين تخطيط الدماغ المغناطيسي ( MEG ) لقياس النشاط الدماغي لـ٢٦ مشترك اثناء اليقظة و اثناء نوم الموجة البطيئة (ويعرف ايضاً بنوم حركة العين غير السريعة او (NREM)) ، حيث انه جزء من النوم حين يكون النشاط الدماغي في حالة تزامن كبيرة .
في كلتا الحالتين، يعُرض على المشاركين سلسلة من الاصوات، منظمة عشوائياً او منظمة بطريقة تجمع الاصوات في مجموعات ثلاثية .
تكشف النتائج اختلافا رئيسيا بين الطريقة التي يعمل بها الدماغ اثناء النوم والطريقة التي يعمل بها اثناء اليقظة.
في الوقت الذي كانت فيه استجابات تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG) تعرض دليل على ان المشاركين بأمكانهم سماع الأصوات الفردية اثناء نومهم، لم يكن هناك استجابة ترصد في المشتركين امكانية سماعهم اصوات تنتمي الى المجموعات الثلاثية.
يبين تخطيط الدماغ للمشتركين في حالة التيقظ استجابة عكست تجميع الاصوات في ثلاث عناصر .
هذه الدراسة الصغيرة تحتاج للتكرار. لكن عند دواسة النتائج، يشير الباحثون الى ان السبب وراء عدم قدرتنا على التعلم بقدرة اعلى اثناء النوم هو ان هياكل الدماغ عالية الترتيب يتم الغاء تنشيطها اثناء النوم البطيء.
هذا يفسر سبب كوننا قادرين على كشف الصوت اثناء النوم، بالرغم من عدم قدرتنا على تحليله الى تنظيمات احصائية .
اذاً على الرغم من ان بعض الاشكال الأولية للهيبنوبيديا تبدو ممكنة، يبقى من غير الواضح اذا كان تعلم مفردة اجنبية او مواضيع اخرى معقدة ممكناً اثناء النوم .
ترجمــة : Samah Salah
تصميــم : Hussam Ajeel
تدقيق ونشــر : Jazmine A. Al-Kazzaz
المصــدر : هنـــــا