اصبح الحد الفاصل بين المواد التي يصنعها الانسان والكائنات الحية اكثر وضوحاً. ابتكر الباحثون مادة حيوية جديدة، نعم هي غير حية، لكنها تعرض ثلاث سمات للحياة وهي: التمثيل الغذائي، والتجميع الذاتي، والتنظيم.
يُمكن للمادة الجديدة الزحف للامام مثل العفن الغروي احادي الخلية،حيث ينمو لها خيوط جديدة من الامام بينما تتحلل القديمة الخلفية وتسقط. حتى ان العلماء اقاموا سباقات بين عينات المواد المتنافسة في المُختبر.
الدعامة هي ميكانيكية يسميها العلماء (DASH-DAN ) مجمعة و مصنعة من مواد هرمية تحاكي الخلايا الجينية. الايعازات و الاوامر الخاصة بالتمثيل الغذائي و اعادة التشكيل يتم تشفيرها داخل المادة الحيوية المخلقة على غرار ماهو حاصل في ال (DNA) الموجود في المواد الحية.
صرح احد الباحثين من الفريق، من جامعة كورنيل في نيويورك، البروفيسور دان لو (Dan Luo) :” نحن نقدم مادة حيوية جديدة شبيهة بالاعضاء الحية لها القابلية على التمثيل الغذائي المصطنع, نحن لانصنع شيئا حياً و لكنه اقرب مايكون الى الحياة مما قد رأيناه مسبقا”.
في صلب المادة المخلقة يتم وضع مواد نانوية بناءة مسؤولة عن عملية اعادة التشكيل او اعادة هيكلة المادة كما يحدث في البوليمرات و اشكال اكبر فاكبر، كل هذا من خلال سلاسل من الـDNA المستنسخ والذي يطول لمسافة تصل الى بضعة مليميترات.
المادة صنعت من النيوكليوتيد المتسلسل 55، والذي عند خلطه مع محلول تفاعلي يولّد جريان طاقة يمّكن ال (DNA) من انشاء و تخليق خيوط جديدة ذاتيا.
” كل شئ من قابليتها للحركة و التنافس الى غيرها من الصفات هي ذاتية في هذه المادة”، واضاف العالم دان لو ” ان الحياة بدات قبل مليارات السنين و تطورت لربما من عدد قليل من الجزيئات، هذا يمكن ان يكون مشابه له”.
“هذه المادة الحيوية لاتزال في بداياتها و لكنها قد تكون النواة و الاساس لصناعة روبوتات قادرة على انتاج ذاتي، و لربما تكون مستقبلا قادرة على استنساخ نفسها” حد قول احد الباحثين.
لقد شهدنا سابقاً اكتشاف مواد حيوية تزايدية و مواد داخلة في تصنيع الروبوتات و حتى موادا دخلت في استبدال بعض اعضاء جسم الانسان، لربما هذه المادة تضيف شيئا جديدا في نفس المجال.
في جانب العمل المستقبلي، يامل الباحثون بان المادة يمكن برمجتها لتتقبّل و تتجنب انواع معينة من الضوء والغذاء.
يقول احد اعضاء فريق العمل من جامعة كورنيل، شوكو حمادة (Shogo Hamada)، “المادة لا تزال في مراحلها الاولى وتصميمها البدائي ولكنها سهلت طريقا لانتاج مكائن متحركة من مواد حيوية. نحن في صدد بناء روبوتات شبيهة بالكائنات الحية باستخدام التمثيل الغذائي المصطنع.”
“بحيث اننا من مجرد تصميم اولي استطعنا تخليق سلوك متطور جدا مثل التسابق، التمثيل الغذائي المصطنع يمكن ان يكون بوابة لافق جديد في عالم الروبوتات.”
ترجمــة : Layth Fadhil
تصميــم : Hussein AlNoaimie
تدقيق ونشــر : Jazmine A. Al-Kazzaz
المصــدر : هنا