كوكبنا يتغير بإستمرار كل يوم ، و الآن بفضل الباحثين في (جامعة سِنسيناتي) ، يمكننا رؤية بعض هذه التحولات التي تم تشخيصها على مدار ربع قرن . تُظهِر الخرائط الجديدة التي نشرها الفريق أن 22% من سطح الأرض الصالح للعيش تغير بشكل كبير بين عامي 1992 و 2015 ، و تُظهِر الخرائط الملونة تغيرات في الغابات ، الأراضي الزراعية و الأراضي الرطبة ، الحصول على المياه و خسارتها ، والكثير.
هذه الرسومات تم إنتاجها لتحسين فهم أنماط الهجرة في جميع أنحاء العالم و أسبابها ، لكنهم أيضاً يسلطون الضوء على سرعة تغير المناظر الطبيعية .
أحد أعضاء فريق البحث ، العالم الجغرافي (توماس ستيبنسكي) يقول : ” كنا نعرف مسبقاً عن إزالة الغابات أو فقدان الأراضي الرطبة أو زيادة التحضر ، لكن الآن يمكننا أن نرى بالضبط أين يحدث كل هذا . هذه الخرائط مليئة جداً بالمعلومات ، لا يوجد شيء آخر مثلها . توجد خرائط لخسارة الغابات و لكن لا توجد خرائط توضح كل شيء ” .
نُظِّمَت هذه الخرائط منذ سنوات من بيانات مُفَصَّلة لقمر صناعي ، جمعتها في الأصل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لدراسة تغير المناخ و دورة الكربون لأن مِظلة الغابات يمكن أن تمتص الكربون أكثر من الصحراء القاحلة .
تُظهِر الخرائط خسارةً واسعة بالغابات ، على سبيل المثال في أمريكا الوسطى و الجنوبية ، في حين كان أحد الأنماط السائدة عالمياً هو تكييف الغابات للأراضي الزراعية . وفي الوقت نفسه يتضح تزايد التحضر في أمريكا الشمالية و أوروبا ، بينما شَهِد الجنوب الشرقي للولايات المتحدة خسارة الكثير من الأراضي الرطبة .
على مدى السنوات الـ 24 الماضية نمت الصحراء الكبرى ، حيث بَيَنت الخرائط تحول المراعي إلى صحراء بسبب إرتفاع درجات الحرارة . الرسوم البيانية أظهرت تجفيف بحر آرال في آسيا الوسطى أيضاً ، بعد أن إستخدم المزارعون مياهه في سقي حقول القطن .
الباحثون لاحظوا أنه كلما إستمرت تأثيرات تغير المناخ كلما زادت التغيرات المباشرة التي يصنعها البشر على كوكب الأرض – مثل قطع الغابات لإفساح المجال للأراضي الزراعية – و هي تؤثر أيضاً على الأماكن التي يمكن للناس العيش فيها.
يقول (ستيبنسكي) : ” في الوقت الحالي هنالك قوافل من الناس يسيرون إلى الولايات المتحدة ، العديد منهم قادمون من غواتيمالا ، الذين فقدوا الغابة لأن الناس يستخدمون الخشب في الوقود . إنه جزء من أزمة اللاجئين ، من المحبط أن تحدث مثل هذه التغييرات الكبيرة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن . السؤال الآن هو كيف سيبدو ربع القرن القادم ؟ ولكن كلما سيزداد نمو السكان ستزداد كذلك مطالب الكوكب من الموارد ” .
و يقول أحد أفراد فريق البحث ، (جايكوب ناووساد) : ” آمل أن تجعل هذه الخريطة الناس أكثر وعياً بالتأثير البشري على كوكبنا . نحن كمجتمع نحتاج إلى أن يكون لدينا معلومات أفضل بما يخص مدى التغييرات التي نصنعها على الأرض ، و في رأيي ، يمكن لهذا الوعي أن يؤثر على التغيرات المستقبلية في السياسات البيئية ” .
نُشِر هذا البحث في (المجلة الدولية للرصد التطبيقي للأرض و المعلومات الجغرافية) .
ترجمة: Huumam Higari
تدقيق: Murtadha Raad
تصميم: حسن علاء
نشر: Mariam Ismail
المصدر: هنا