هل تساءلت يومًا لماذا بعض الناس لا يُحبون الموسيقى..؟
الموسيقى لديها القدرة على أن تجعلنا نصبح أفضل مِمَا نحن عليه ،لكن في بعض الناس لا يكون لها تأثير على الإطلاق. لا لأن هؤلاء الأفراد يفتقرون إلى الروح ولكن بحسب تجارب مؤلفي دراسة جديدة تُدعى “انعدام التلذذ الموسيقي” هذا يعني أن أدمغتهم لا تتأثر بالموسيقى ببساطة.
عن طريق مسح أدمغة 155 شخصًا لديهم انعدام التلذذ الموسيقي ومقارنتها مع أولئك الذين لا يواجهون هذهِ الظاهرة الغريبة, تمكن الباحثون من معرفة أن النشاط العصبي يختلف بين المجموعتين، وهو ما يفسر لماذا بعض الناس لا يتأثرون بالموسيقى..باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي(fMRI) ، وجد الفريق أنهُ عند استماع المجموعة التي لديها “انعدام التلذذ الموسيقي” إلى الموسيقى فأن مستويات النشاط في منطقة الدماغ التي تُدعى النواة المتكئة (NAcc) تكون اقل مقارنة بالناس الذين لا يعانون من هذهِ الحالة. وبالنظر إلى أن (NAcc) هو جزء من دائرة الاثابة في الدماغ، هذا يفسر لماذا نادرًا ما يبتهج هؤلاء الناس بصوت الموسيقى. ومع ذلك ، عندما يشاركون في لعب القمار ، فإن ال (NAcc) لذوي انعدام التلذذ الموسيقي تجعلهم اقوى فيها من ذوي الردود الطبيعية تجاه الموسيقى، مِمَا يُشير إلى أن دائرة الاثابة لديهم تعمل بشكل جيد وتتعلق المشكلة على وجهِ التحديد بالموسيقى. ثم حول الباحثون اهتمامهم إلى مستوى الربط بين البنية المكافأة التي تسمى المخطط البطيني _والتي تضم (NAcc)_ وبين القشرة السمعية للدماغ حيث تتم معالجة الاصوات.
أظهرت المواضيع الخاصة بانعدام التلذذ الموسيقي اتصال اقل بكثير على طول هذا المسار مقارنة بالمواضيع الخاصة بردود الفعل الطبيعية نحو الموسيقى، ثم أظهرت مجموعة أخرى تتكون من 15 شخصًا حساسية حادة للغاية تجاه الموسيقى ولوحظ اتصال عالي بين المخطط البطيني والقشرة السمعية. .
نُشرت ابحاثهم في الدورية الاكاديمية الوطنية للعلوم، وكتب الباحثون أن ” انعدام التلذذ الموسيقي قد يترافق مع انخفاض في التفاعل بين القشرة السمعية والشبكة المكافأة تحت القشرية، مِمَا يدل على الدور المحوري لهذا التفاعل في التمتع الموسيقي “.
ترجمة : سرى حيدر
تدقيق : فرح علي
التصميم : Re.Hussein