تحتوي الأحزمة الصخرية التي تعود الى (الحُقبة السحيقة المبكرة – Palaeoarchean) والمتواجدة في القشرة الأرضية لجزيرة غرينلاند على أقدم صخور الأرض – والتي تُعد من ضمن الأهداف الرئيسية في البحث عن أقدم دليل للحياة على كوكب الأرض.
ومع ذلك ، فإن التغيرات الحاصلة على مدى العصور قد ألغت إلى حد كبير بُنية ومكونات الصخور الأصلية ، الأمر الذي يشكل تحدياً للمحافظة على الأدلة البيولوجية.
وصفت دراسة حديثة للصخور التي يعود تاريخها إلى (3700) مليون عام من حزام إيسوا في جزيرة غرينلاند منطقة نادرة ومغلقة لم تتأثر كثيراً على مر العصور، حيث إحتفظت الصخور الرسوبية بخصائصها الأولية، ومن ضمنها (الستروماتوليت : هياكل تراكمية مُنضّدة تكونت نتيجة الترسب أو التراكم الميكروبي).
وبحسب علوم التشكل ودراسة الطبقات والكيمياء والسياق الجيولوجي لهذه الهياكل فقد وُجد بأنها تعود إلى (3700) مليون سنة مضت حيث تُنسب الى التكوين المستمر لطبقات ميكروبية في بيئةٍ بحرية ضحلة ، فيما يُظهر بحثٌ جديد بأن تكوّن هذه الهياكل يعود الى ما بعد الترسب وانها بالأصل غير بيولوجية.
ويبين التحليل ثلاثي الأبعاد للتشكيل والتوجيه الخاص بتلك الهياكل جنباً الى جنب مع التحليلات الخاصة بالمواد المتعلقة بكيمياء العناصر الأساسية والتتبعية ، أن (الستروماتوليت) يمكن تفسيرها بشكل معقول على أنها جزء من مجموعة من الهياكل التي تشكلت في بيئة من الصخور المتحولة ذات الطبيعة الرسوبية بعد أن كانت مغطاة بالكامل.
إن التحقيق في هياكل حزام إيسوا هو بمثابة حكاية تحذيرية في البحث عن علامات تخص وجود حياة سابقة على سطح المريخ ، حيث يُسلط الضوء على أهمية التحليل المتكامل ثلاثي الأبعاد للبُنية والتركيب الداخلي للصخور بالإضافة إلى الكيمياء الجيولوجية وفق مقاييس مناسبة.
ترجمة: Batool ALasady
تدقيق: Murtadha Raad
تصميم: Ali Husham
نشر: Mariam Ismail
المصدر : هنا