عقلياً، الضحك والبكاء هما ردود فعلٍ متشابهة، وفقاً للدكتور روبرت آر بروفن (Robert R. Provine, PhD): “كلاهما يحدثان خلال حالات الإثارة العاطفية عالية المستوى، والتي تتضمن تأثيرات دائمة، ولا يتم تفعيلها وتعطيلها بشكلٍ تام”
كلنا نعرف أن الدموع تجري في حالات الألم، والحزن، وكما هو واضح في حالات المتعة الشديدة، لكن هل هذا جيدٌ أم سيء؟ حسناً، على ما يبدو إنّه شيءٌ جيد. هل سمعتم من قبل عن الكورتيزول والأدرينالين؟ الكورتيزول هو هرمون يُحَرَّر إستجابةً للتوتر ونقص تركيز الجلوكوز في الدم. أمّا الأدرينالين فهو هرمون توتر آخر ينتج في الغُدّة الكظرية ويقوم بتسريع ضربات القلب، ويزيد من قوة تقلص عضلات القلب، ويفتح القصيبات في الرئة. إنّ حقيقة أنّ هرموني الكورتيزول والأدرينالين هما كلاهما هرمونا توتر هو أيضاً سببٌ في إن جريان الدموع أثناء الضحك هو شيء جيد، لا يهم ما إذا كنت تبكي او تضحك، فكلا الأمرين يهدئان التوتر، كما أنّ كلا الأمرين يحدّان من تأثير هرموني الادرينالين والكورتيزول.
فضلاً عن ذلك، ربما تكون حالة جريان الدموع المصاحبة للضحك هي حالة مرضية متعلقة بدماغك، على ما يبدو، هنالك متلازمة تدعى الضحك والبكاء المرضيين (pathological laughter and crying PLC). “هذه الحالة تتميز بعدم القدرة على التحكم بالهيجان الحاصل من البكاء والضحك، المصابون بهذه المتلازمة يمتلكون مسارات متضررة في المنطقة الحركية من القشرة الدماغية. كنتيجة لذلك، الضرر يمتد للأسفل ليشمل منطقة جذع الدماغ ليخلق منطقة مشتركة للضحك والبكاء والتي تتسبب بأن يكونان هذان الفعلان غير قابلين للتحكم.
علاوة على ذلك، من الممكن أن حالة جريان الدموع المصاحبة للضحك تحدث بسبب الضغط الكبير على قنوات الدمع. في هذه الحالة، فإن الدموع النازلة على خدّيك عندما تضحك تسمى “الدموع الإنعكاسية” (reflex tears), هذه الدموع تحدث نتيجة للمهيجات المحمولة جواً أو الرياح. أخيراً وليس أخراً، الدموع المصاحبة للضحك قد تكون “قطرات مائية مدفوعة بسبب العاطفة” (emotion-driven water drops)، هذا النوع من الدموع يمكن أن تنتجه هرمونات متنوعة والتي تُعتبَر أيضاً “كمهدئات طبيعية” (natural painkillers).