الماس للأبد (في إشارة الى الفيلم الشهير Diamonds Are Forever)، والذهب معدن ثمين، ولكن أيهما أندر؟ وهل لهذه الندرة أي علاقة بالثمن الذي نراه في متجرٍ للمجوهرات؟ لقد تبين أن الإجابة ليست “واضحة” كما كُنا نظن.
الذهب – معدن ثقيل – هو واحد من العناصر النادرة في الأرض، التي تشكلت نتيجة اصطدام النجوم النيوترونية، حسب قول “أولريش فول” ، عالم الأرض والأستاذ في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا.
وقالت “يانا فيدورتشوك” ” Yana Fedortchouk” ، أستاذة في علم الأرض والمديرة المشاركة لمختبر البحوث الجيولوجية في جامعة “دالهوزي” “Dalhousie University” في “هاليفاكس”، في مقاطعة “نوفا سكوتيا” الكندية: “العناصر الثقيلة إنجذبت بإتجاه الأرض أثناء تكوينها، هذا يعني أنه بالقرب من قشرة الأرض، كميات كبيرة من الذهب من الصعب العثور عليها.
و قالت “فيدورتشوك” لـLive Science””: “مع ذلك يمكنك العثور عليه، بنسب منخفضة، إنه موجود في مجموعة كبيرة ومتنوعة من الصخور في القشرة الأرضية” ، ولكن من أجل تكوين سبيكة، فإن ذلك يحتاج إلى الوصول إلى بعض التراكيز لجعل استخراج المعدن مجدياً من الناحية الإقتصادية”
وفقاً “لفيدورتشوك”، متوسط تركيز الذهب في قشرة الأرض “منخفض جداً جداً”، تقريباً 4 أجزاء في المليار الواحد. وأضافت: “إنه من أجل إنتاج أي تركيز من الذهب يمكن أن يكون ذا قيمة سوقية، سيتطلب الأمر زيادة كثافته الى أكثر من 1,250 ضعفاً.
من ناحية أخرى، يشكل الماس شكلاً عالي الضغط لعنصر شائع جدًا الا وهو “الكربون”. ففي شكله الطبيعي (غير المضغوط) ، يُعرف باسم “الجرافيت” – المستخدم لصنع أقلام الرصاص. وبالمقارنة مع الذهب، فإن متوسط تركيز الكربون في القشرة الأرضية هو ما يقرب من 200,000 جزءاً في المليار.
لذا، ندرة الالماس ليست نتيجة قلة الكربون؛ وإنما، نتيجة صعوبة تحوله الى الماس بصورةٍ طبيعية تمكننا من إستخراجه، فهي عملية شاقة ونادراً ما تنجح. وقالت “فيدورتشوك”: “يوجد الماس تحت القشرة الأرضية فقط، وبطريقة ما يتم استخراجه الى السطح، ويمكن أن يتشكل نتيجة إصطدام النيازك بالإرض” ، لكن تلك الماسات صغيرة الى حدٍ ما ، وأضافت “فيدورتشوك”: ” يتشكل الماس بباطن الأرض وينتقل الى السطح بشكلٍ بطيء بواسطة إرتفاع الصخور أثناء عملية تكوين الجبال، ولكن خلال هذه العملية فإن الماس يتحول الى شكله الطبيعي (الكرافيت) أثناء إنتقاله من باطن الأرض الى السطح مما يجعله عديم القيمة”.
الصيغة اللازمة لتشكيل الماس تعتمد على العمق ودرجة الحرارة والضغط، فالكربون موجود على عمق 93 ميلاً (150 كيلومتراً) تحت سطح الأرض، بدرجة حرارة 2200 درجة فهرنهايت (1204 درجة مئوية) وبضغط يبلغ حوالي 725,000 رطلاً لكل بوصة مربعة (5 مليارات باسكال) ، منتقلاً الى السطح عن طريقة البراكين ليبرُد لاحقاً. وقالت “فيدورتشوك” ان هذه العملية الاستثنائية تجعل الماس الطبيعي اكثر ندرةً من الذهب”.
ولكن، عندما يكون الذهب في شكله الأولي الطبيعي سيكون أكثر ندرةً من الماس – حسب تصريح “فول” لموقع “Live Science” – ففي النهاية، يعتبر الكربون أحد أكثر العناصر وفرة على الأرض – خاصة بالمقارنة مع المعادن الثقيلة مثل الذهب ويتكون الماس ببساطة من الكربون تحت ضغط هائل.
الماس المُصنّع يعقد المسألة أكثر من ذلك. يمكن للعلماء إعادة تهيئة الظروف الضرورية لتحويل الجرافيت إلى الماس في المختبر – بدون حاجة لثوران بركاني – ولكن لا ينطبق الشيء نفسه على الذهب.
على الرغم من أن الماس الاصطناعي مصنوع من نفس المادة التي يتكون منها الماس الطبيعي – وفقا لمصمم الالماس “ريتاني” ، عادة ما يُباع الماس الاصطناعي أقل بنسبة 30 في المائة في السوق لأنه لا يعتبر قيماً.
ولكن هل إن مجرد وجود الماس المختبري (الصناعي) جعل الماس أكثر شيوعاً مما كنا نظن؟
يقول “فول” “نعم هذا هو السبب، إن الماس الطبيعي صغير الحجم لا يستحق عناء الإستخراج في المقام الأول” ويضيف “فول”: “من يريد شراء ماسة تحتاج إلى عدسة مكبرة ليمكن رؤيتها؟ الذهب أكثر وفرة من الألماس كبير الحجم ، لكن الماس كصنف المواد، ليس نادراً بشكل خاص، أعتقد أن جزءاً من شهرته مرتبط بعلاقات عامة مذهلة!”