الباحثون العراقيون Iraqi Researchers
اكتشف الباحثون مؤخراً وجود معدة مصغرة، واثنى عشري، وامعاء صغيرة مختبئة بين خلايا عينات الاورام الرئوية.
الاورام مندمجة بشكل ملحوظ، فغالباً ما تُعبر الخلايا المتكونة من جزء واحد جينات مختلفة وتعتمد احجام واشكال مختلفة من الخلايا الموجودة في جزء اخر من الورم. لكن مع ذلك لا يزال هذا الاكتشاف مفاجأة.
اكتشف الفريق ان هذه الخلايا فقدت جيناً يسمى بـ (NKX2-1) ويعمل كمحول رئيسي وتقليب شبكة من الجينات لتعيين مسار لخلية الرئة.
بدون ذلك المسار، ستتبع الخلايا اقرب مسار انمائي، مثل القناة الهضمية، اي يمكن تخيل الامر مثل قطار ينحرف عن مساره عندما يفشل مفتاح السكك الحديدية بتغيير مساره.
وتؤكد الابحاث، والتي نُشرت في مجلة الخلية الانمائية (Developmental Cell)، على المرونة والليونة التي تتمتع بها الخلايا السرطانية.
هذه الليونة تمكن الاورام من تطوير مقاومتها ضد الادوية، ويمكن القول انها اكبر تحد ضد علاج ناجح للسرطان.
يقول مؤلف الدراسة الرئيس والاستاذ المساعد في بيولوجيا الخلايا في كلية الطب لجامعة ديوك (Duke University School of Medicine) وعضو معهد ديوك للسرطان، بوروشوثاما راو تاتا (Purushothama Rao Tata) :”ستفعل الخلايا السرطانية كل ما بوسعها لتبقى،”
“عند المعالجة باستخدام العلاج الكيمياوي، تُغلق الخلايا الرئوية بعض منظمات الخلايا الرئيسية وتأخذ صفات خلايا اخرى من اجل الحصول على المقاومة.”
امضى تاتا معظم حياته المهنية في دراسة انواع الخلايا التي تُشكل انسجة الرئة الطبيعية وكيف تُظهر هذه الخلايا المرونة اثناء التجدد بعد الاصابة.
بدأ تاتا بالتساؤل ما اذا كانت بعض القواعد التي وجدها تحكم التطور الطبيعي وتجديد الانسجة نفسها مسؤولة ايضاً عن الطبيعة المضطربة لخلايا الاورام.
وقرر التركيز على سرطان الرئة ذو الخلايا غير المصغرة، والذي يُمثل 80 الى 85 بالمئة من جميع حالات سرطان الرئة.
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لوفيات السرطان في جميع انحاء العالم، ويمتلك واحدة من ادنى معدلات البقاء على قيد الحياة من بين جميع انواع السرطانات.
حلل تاتا البيانات من شبكة ابحاث اطلس جينوم السرطانية (the Cancer Genome Atlas Research Network)، وهي اتحاد كبير قام بتدوين الاف العينات من 33 نوعاً مختلفاً من السرطان.
وجد ان نسبة كبيرة من اورام سرطان الرئة ذو الخلايا غير المصغرة تفتقر الى (NKX2-1)، وهو جين معروف لتحديد سلالة الرئة.
اعرب العديد منهم، بدلاً من ذلك، عن عدد من الجينات المرتبطة بالمريء والجهاز الهضمي.
افترض تاتا ان في غياب (NKX2-1) ستفقد خلايا الورم الرئوي هويتها وستحمل خصائص خلايا اخرى.
بسبب انه خلال عملية النمو خلايا الرئة وخلايا الامعاء تُشتق من نفس الاصل او السلف، كان من المنطقي انه بمجرد ان تفقد خلايا الرئة مسارها، فإنها ستتبع اقرب مسار اليها.
