مهمةٌ تأريخيةٌ سيلامس فيها مسبار ناسا الشمسي الجديد الشمس .. ولكن كيف؟
10 أغسطس، 2018
الفيزياء و الفلك
نحن نراها كل يوم، لكن شمسنا ما زالت تخفي الكثير من الأسرار ولكن يوم غد، الحادي عشر من آب الجاري، يبدو أن الأمور في طريقها للتغيير حيث تخطط وكالة ناسا لاطلاق مسبارها الشمسي “باركر” Parker Solar Probe في مهمة هي الأولى من نوعها من حيث قربها من الشمس حيث ستحلق المركبة الفضائية على بعد مسافة تقدر بأقل من 4 ملايين ميل (6 ملايين كيلومتراً) فوق سطح الشمس مارةً بغلافها الحار المتوهج.
وفي هذا يقول نيكولا فوكس (Nicola Fox) أحد العلماء العاملين في المشروع من جامعة جونز هوبكنز (Johns Hopkins University) في تصريح لموقع سبيس (space.com) “أنها مركبة فضائية صغيرة ستصل حتى آخر منطقة رئيسية من نظامنا الشمسي من أجل الاستكشاف و كما هو معروف، العديد من المركبات الفضائية قامت بإجراء دراسات مسبقة حول الشمس لكن لم تكن لدى أي منها إمكانية المهمة الجديدة من حيث مسارها المداري وتطور المعدات، وأكمل “فوكس” أن بالرغم من أحلام العلماء على مدار ستين عاماً “أنا أعتقد أن هذه المهمة ستكون استثنائية”.
ستكون كلفة المشروع بحوالي 1.5 مليار دولار وستستمر الرحلة حتى العام 2025.
يبلغ طول المسبار حوالي عشرة اقدام (3 امتار) وقطره ثلاثة اقدام (1 متر) وستكون غالبية معداته محمية بعازل كبير للحرارة حيث سيكون بسمك 11.43 سنتيميتر وبعرض2.3 متر حيث سيُبقي حرارة المعدات الحساسة للحرارة العالية في حدود 30 درجة سيليزية (85 فهرنهايت) حيث ستشمل هذه المعدات كاميرا بتقنية عالية حيث ستلتقط صوراً فوتوغرافية اثناء تواجد المركبة قرب سطح الشمس حيث ستجعل العلماء على دراية بما هو موجود هناك،
وسيحمل المسبار أيضاً جهاز آخر يدعى “FIELDS” يقيس ويضع خرائط للمجالات المغناطيسية والكهربائية داخل غلاف الشمس، حيث سيُمكن العلماء من فهم آلية تفاعل هذه القوى مع الجسيمات المشحونة للغاية والتي تسمى البلازما التي تشكل الشمس لتشكيل ما يعرف “بالرياح الشمسية”
كذلك سيحتوي ايضاً على حزمتين من المعدات لدراسة الرياح الشمسية: الأولى Solar Wind Electrons Alphas and Protons ستلتقط مجموعة جسيمات لدراسة خصائصها مثل السرعة ودرجة الحرارة أما الحزمة الثانية Integrated Science Investigation ستقوم بتفسير قدرة هذه الجسيمات على التحرك بسرعة كبيرة جداً (500 كيلو متراً بالثانية الواحدة!).
حيث ستكون الرياح الشمسية هي احدى الأهداف العلمية الرئيسية لمهمة “باركر” حيث تعتبر قوى مهمة تشكل غالبية نظامنا الشمسي بالإضافة الى كل مكان من الممكن أن يزوره البشر بالمستقبل القريب، فهي فضلاً عن غيرها من الظواهر النجمية كالانفجارات العملاقة للبلازما التي يطلق عليها العلماء التوهجات الشمسية والموجات الكتلية الإكليلية، تسبب مجموعة من الظواهر التي يطلق عليها space weather أو الطقس الفضائي.
حيث يشمل الاخير الشفقان الجميلان اللذان يظهران في السماء الشمالية والجنوبية ولكنه قد يكون سيء في بعض الاحيان حيث يمكن ان يتداخل مع الاقمار الصناعية التي تدور حول الارض مسبباً تلكؤ في عمل أنظمة الاتصالات والملاحة.
يأمل العلماء ان تساعدهم البيانات التي سيحصلون عليها من مسبار “باركر” في توقع الطقس في الفضاء ليتمكنوا من تجميد هذه الأنظمة المهمة عند ورود تحذيرات وبالتالي حمايتها من الضرر.
في الوقت الحالي، تبدو الشمس هادئة جدًا حيث تقترب من الحد الأدنى للنشاط في دورة الـ 11 عاماً، ولكن في غضون بضع سنوات سيتغير كل ذلك مع زيادة نشاط الشمس مرة اخرى، ويأمل الفريق المسؤول عن المهمة أن تُظهر الشمس نشاطاً متقلباً حيث تُمكّن المسبار من دراسة كل الحالات بما يّمكّن العلماء من معرفة آلية عمل نجمنا بصورة أكثر دقة.
ترجمة: Murtada Raad
تدقيق وتصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas
المصدر: هنا