جُرفَ حوت صغير ميت من حيتان العنبر (Sperm Whale) على الساحل الجنوب الشرقي لاسبانيا في شهر فبراير/شباط، ويعلم العلماء الآن سبب مقتل هذا الحيوان.
ذكرت السلطات المحلية ان المحققين اكتشفوا، خلال تشريح حديث، ما يقارب 65 رطلاً (29 كيلوغرام) من القمامة البلاستيكية المحشورة في معدة وامعاء الحوت الميت، والتي تضمنت عشرات الاكياس البلاستيكية، واكوام من الحبال المتشابكة والزجاج، وحاوية مياه كبيرة، والعديد من “اكياس الرافية” (الياف مشتقة من اشجار النخيل). تبين الصورة على موقع تويتر، والتي شاركتها وكالة اقليمية للحفاظ على الطبيعة، محتويات معدة الحوت بتفاصيل مروعة.
عُثر على الحوت الذي يبلغ طوله 33 قدماً (10 امتار) ميتاً على الشاطئ في كابو دي بالوس (Cabo De Palos) بالقرب من مدينة مرسية (Murica) في اسبانيا في 7 فبراير/شباط. اجرى باحثون في مركز فالي للعناية بالحياة البرية عملية تشريح وقرروا ان الحوت قد توفي بسبب شكل من اشكال العدوى في البطن وتسمى بالتهاب الصفاق. وقال الباحثون ان الحوت لم يستطع طرد الكميات الكبيرة من البلاستك التي ابتلعها مما تسبب له بتأثير او اصابة في الجهاز الهضمي للثديات.
يعرض هذا الخبر مثالاً قوياً آخر على الكميات الهائلة من النفايات البلاستيكية التي يتخلص منها البشر في محيطات العالم.
يقدر العلماء ان هناك حوالي 5 ترليون قطعة من البلاستك في المحيط وملايين الاطنان من النفايات الاضافية التي تضاف كل سنة. ووفقاً لدراسة حديثة في مجلة ساينس ريبورتس (Science Reports) فان هناك اكثر من 87,000 طنًا (79,000 طن متري) من البلاستك العائم عائمة فقط في دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ، وهي كومة من القمامة المنجرفة تبلغ مساحتها ثلاثة اضعاف حجم فرنسا، والتي تساوي حوالي 250 قطعة من النفايات لكل شخص يعيش على هذا الكوكب.
ان هذا الحطام يأخذ مجرى طريقه ليس فقط للثدييات الكبيرة مثل الحيتان، بل ايضاً للطيور، والاسماك، والسلاحف البحرية، وحتى القشريات التي تعيش في اعماق خندق ماريانا (the Mariana Trench).
يستخدم المسؤولون في مدينة مرسية قصة الحوت الحزينة لاطلاق حملة توعية عن البلاستيك الموجود في المحيطات، والتي ستضم 11 حدثاً لتنظيف الشواطئ و19 محادثات عامة ومنتديات.
قال المدير العام للبيئة الطبيعية لحكومة مدينة مرسية، كونسويلو روسارو (Consuelo Rosauro)، في تصريح (مترجم من اللغة الاسبانية): “ان وجود البلاستيك في المحيطات والبحار هو احد اكبر الاخطار التي تهدد الحفاظ على الحياة البرية في جميع انحاء العالم، ان منطقة مرسية ليست غريبة على مثل هذه المشكلات التي يجب ان نعالجها من خلال اجراء عمليات التنظيف، وقبل كل شيء، نشر الوعي بين المواطنين.”
ترجمة: Jazmin Al-Kazzaz
تدقيق ونشر: Tabarek A. Abdulabbas
تصميم: Mohammed Baqir
المصدر: هنا