الحب من طرفٍ واحد .. كم هو قاسٍ هذا الشعور ووقعه المؤلم على قلوب مرضاه فالشاعر الكبير كامل الشناوي حينما احب المطربة الشهيرة نجاة الصغيرة كان حبًا من طرف واحد فيما تعلقت الاخيرة بالاديب يوسف ادريس متجاهلة الشناوي الذي كتب فيها رائعته: لا تكذبي كما كتب في غريمه في حبها: لست وحدك حبيبها ومات الشناوي في حبه.
الحب من طرف واحد مؤلم للغاية وهذا ما يؤكده فيديو جديد من مدرسة الحياة (هي منظمة إنسانية تأسست في عام 2008م، في مدينة لندن، ثم تلى ذلك تأسيس عدة فروع لها، تم تأسيسها من قبل الفيلسوف الآن دي بوتن وصوفي هاورث، بالتعاون مع العديد من الكتّاب والمعلمين والفنانين من مختلف المجالات. وتوفر المدرسة دروسًا وبرامج تُعنى بتوجيه الفرد نحو حياة أفضل وكذلك مساعدته في إيجاد المهنة التي تلائمه بالاضافة إلى تنمية العلاقات بينه وبين المجتمع. كما توفر أيضًا علاجاً نفسياً للراغبين من مرتاديها ووسيلة العلاج بواسطة القراءة.) فالاشياء البسيطة التي تصدر من الشخص الذي نكن له الحب والاعجاب كفيلة بأن تجعلنا نحلق في السحاب فالثغر الباسم وترتيب موعدٍ للقاء وفي بعض الاحيان يصبح الامر أكثر جدية كالتخطيط للزواج يجعلنا في قمة النشوة والسعادة.
قد يبدو الامر بسيطًا وسهل المنال وهو الى احلام اليقظة اقرب لكن المشاعر قد لا تكون متبادلة من الطرفين مع كل اسف.
وحينما تفشل التجربة عادة ما تكون نصيحة الاهل والاصدقاء الانشغال بأمر آخر او البحث عن حب آخر لتجاوز هذه التجربة المؤلمة، قد تبدو هذه النصيحة جيدة ولكن الفيديو يظهر انها مضللة. إذ يعتقد العاملون في مدرسة الحياة ان السبيل الحقيقي لتجاوز مشقة الحب من طرف واحد هو اعادة التفكير في الشخص الذي ابتلينا بحبه وبالافتنان به ولكن من منظور مختلف وبنظرة كلية للشخص كما هو في الواقع وليس كما ظنناه او نتمنى ان يكون.
فالابحار العميق في طيات الشخص هو ما يقربك من حقيقة شخصيته بكل تعقيداتها فنحن كبشر نواجه جميعًا تحديات الحياة المختلفة التي لا تجعلنا دومًا علي نفس الوتيرة وفي حال افضل طوال الوقت مما يجعل من الصعب التعامل معنا في هذه الاوقات العصيبة.
جميعنا لدينا صفات سلبية فمنا سريع الغضب ومنا الوقح والمخادع او المغرور لكن حينما نحب لا يمكننا ان نتصور ان الطرف الذي نحبه الا في قالب عاطفي مثالي لا يشوبه شائبة.
جميعنا يحاول اظهار نفسه على افضل حال خاصة امام الغرباء وبالتالي فما نراه للوهلة الاولي هو اكثر الامور جاذبية في الشخص الذي نفتتن به فالمظهر الجذاب والثراء والذكاء والحس الفكاهي جميعها انطباعات مع اللحظات الاولى من الافتتان وفي هذه اللحظات تسيطر علينا مشاعر انهم الافضل في الحياة.
يؤكد لنا العاملون في مدرسة الحياة ان الامر مختلف وان من نفتتن بهم ليسوا الافضل كما انهم ليسوا بشرًا خارقين كل ما هنالك اننا لم نتعرف عليهم بشكلٍ كافٍ فهذه الفتاة الجميلة المرتبة انفقت من الوقت قرابة الساعتين في سبيل الاعتناء بمظهرها. وهذا الشاب المثقف الحاصل على الدكتوراه انفق ماله ووقته في التعليم حتى يظهر على هذا الشكل. ولانك لم تمضِ الوقت الكافي مع الشخص الذي تحبه فاحتمال ان تتحول العلاقة بين الطرفين الي الفتور ضئيل للغاية مما يزيد المشاعر توهجًا.
الدواء السحري للخلاص من الحب غير المتبادل هو ان تعيش مع الداء اكثر وان تتعرف على الشخص الذي اعتقدت محبته ومع الوقت ستكتشف عاداته المزعجة والتي تجعل منه شخصًا عاديًا مثل غيره له عيوب وتعقيدات.
ان الالم في هذا الحب غير المتبادل ينبع من افتراضنا المثالية في الطرف الآخر وليس لان افتتاننا لم يردُ بالمثل لذلك حينما تشعر بالالم تذكر شيئًا واحدًا ان الشخص الذي يعجبك هو شخص مزعج مثل غيره.