توصلت دراسة حديثة الى ان الزوابع المحيطة بقطبي كوكب المشتري تنتظم بطريقة غامضة في مجموعات باشكال خماسية واشكال هندسية اخرى.
دُهش علماء الفلك، ومنذ ان ركز غاليلو غاليلي (Galileo Galilei) مشاهدته على كوكب المشتري بواسطة تلسكوب في اوائل القرن السابع عشر، بالسمات الدرامية لاكبر كوكب في النظام الشمسي، مثل الحزم الملونة والبقعة الحمراء العظيمة (Great Red Spot). لكن لا يزال هناك الكثير من الامور المجهولة حول قطبي المشتري، والتي لا يمكن رؤيتها من الارض.
كشفت الصور المرئية وصور الاشعة تحت الحمراء التي التقطت بواسطة مسبار جونو (Juno) التابع لوكالة ناسا الفضائية (NASA) والذي يدور في مدار حول كوكب المشتري عن زوابع عملاقة منظمة باشكال هندسية على قطبي الكوكب. فمثلاً، يوجد في القطب الشمالي للمشتري زوبعة ذات عرض 2,485 ميلاً (4,000 كيلومتر) تحيطها ثمانية زوابع متشابهة الاقطار. وزوبعة في القطب الجنوبي بعرض حوالي 3,975 ميلاً (6,400 كيلومتر) محاطة بخمسة زوابع تتراوح مساحتها بين 3,480 الى 4,350 ميل (من 5,600 الى 7,000 كيلومتر).
قال كبير الباحثين وعالم الكواكب في معهد الفيزياء الفلكية والعلوم الكوكبية الفضائية (the Institute of Astrophysics and Space Planetology) في روما، البيرتو ادرياني (Alberto Adriani)، لموقع سبيس (Space.com):” وجدنا شيئاً جديداً بالكامل لم نرصده سابقاً على الكواكب الاخرى،”
استمرت هذه الزوابع لمدة لا تقل عن سبعة اشهر. وكانت الزوابع، في كل مجموعة، قريبة من بعضها البعض لتكون اساسا متصلة.
المسبار جونو هو اول مركبة فضائية تحلق فوق اقطاب كوكب المشتري. ويمر من قطب الى خط الاستواء ثم الى القطب الاخر بحوالي ساعتين، ويقترب بمسافة حوالي 2,485 ميل (4,000 كيلومتر) فوق قمم سحب المشتري.
هذه ليست المرة الاولى التي يعثر فيها علماء الفلك على زوابع عملاقة عند اقطاب كوكب غازي عملاق. حيث يمتلك زحل، وهو ثاني اكبر كوكب في النظام الشمسي، زوبعة واحدة لكل قطب، وتوقع الباحثون ايجاد اكتشاف مماثل على كوكب المشتري.
قال ادريان :”لقد كنا مخطئين، فقد تبين ان قطبي المشتري مختلفين، وقد تعلمنا من هذه التجربة وتجارب اخرى، انه علينا توخي الحذر الشديد عند التخمين بشأن الكواكب على اساس التجارب السابقة، حيث اكتشفنا ان معرفتنا لا تطبق غالباً.”
اكتشف العلماء سابقاً انماط هندسية على كواكب اخرى من النظام الشمسي. فمثلاً، اكتشف علماء الفلك نمطاً سداسياً عملاق من السحب في القطب الشمالي لكوكب زحل عام 1988. قال الباحثون، ان هذه هي المرة الاولى التي تظهر فيها مجموعة من الزوابع المرتبة باشكال متعددة الاضلاع.
وقال الباحثون لا يزال سبب بقاء هذه الزوابع مستقلة دون اندماجها غير معروف، او كيف انها تطورت لتشكل انماط هندسية. وعلى الرغم من ان مثل هذه المجاميع تبدو فريدة بالنسبة لكوكب المشتري في النظام الشمسي، الا ان ادريان يقول :”يمكن العثور على هذه الاشكال على كواكب اخرى شبيهة لكوكب المشتري في نظم شمسية اخرى،”
قام العلماء بتفصيل نتائجهم البحثية في عدد 3 مارس/آذار لمجلة الطبيعة (Nature). هذه واحدة من اربع دراسات لكوكب المشتري مستندة على عمليات رصد المسبار جونو. كشفت الدراسات الثلاث الاخرى تفاصيل جديدة عن مدى عمق خطوط غلاف كوكب المشتري الجوي، فضلاً عن ادلة حول حقل الجاذبية للكوكب.