بلغ البروفيسور ستيفن هوكينغ (Stephan Hawking) ما يكفي من العمر ليتذكر العصر الفضائي الاول، والذي بدأ في منتصف القرن العشرين. شارك علماء وكالة ناسا، في معظم فترات الخمسينيات والستينات، في “سباق الفضاء” مع العديد من دول العالم، حيث كان لجميعهم هدف اساسي وهو ان يكونوا اول من يرسلوا رجلاً الى القمر.
لقد كانت فترة مثيرة للاهتمام في تأريخ البشرية، وقد حفزت التطورات التكنولوجية التي اطلعتنا بشكل كبير على كيفية العيش (على الارض وخارجها) اليوم. توجه تركيزنا الان على جارنا المريخ، بعد بلوغ مسعى الهبوط على سطح القمر. ويبدو اننا ندخل عصر فضاء جديد، مع وجود شركات خاصة مثل سبيس اكس (SpaceX)، بالاضافة الى برامج الفضاء الحكومية، والتي تهتم بالكوكب الاحمر، مع الاهتمام العام المتزايد.
استطلعت مجلة وايرد (WIRED) مؤخراً فجر عصر الفضاء الجديد في مهرجان تجمع ستارموس الدولي (Starmus Festival 2017) مع العديد من ألمع العقول في مجال العلوم، وابرزها البروفيسور ستيفن هوكنغ، وهو عضو رئيس في المجلس الاستشاري للمهرجان.
دائماً ما كان هوكينغ صريحاً تماماً بوجهات نظره التي تتعلق بتغيير المناخ، والسفر في الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام العلمي والتكنولوجي. وقد ذهب ابعد من ذلك وبامكاننا ان نقول انه “مقتنع بان البشر بحاجة لمغادرة كوكب الارض.”
– نقطة اللاعودة
لم يتردد هاوكينغ على التأكيد باننا نحتاج الى “السعي في تنفيذ برنامج استكشاف الفضاء، بهدف استعمار الكواكب المناسبة للسكن البشري.” وهو يعتقد، مثل المهندس الدرين (Buzz Aldrin)، ان الوقت قد حان بالنسبة لنا للبدء في البحث عن كوكب اخر لبناء منازلنا عليه، وقد قال، فيما يتعلق بالمسؤولية الانسانية التي تخص حالة الموطن الحالي، وبجرأة: “اعتقد اننا وصلنا الى نقطة اللاعودة.”
بينما يستمر البعض في المجتمع العلمي على عدم الاتفاق، فإن الواقع المتداعي على الارض سيستمر بالتقدم نحو الاسوء اذا لم يتصرف الجنس البشري. ذكر هوكينغ بانه من الضروري العثور على طريقة بديلة للعيش على الارض اذا اردنا البقاء هنا. كل من وكالة ناسا (NASA)، وايلون مسك (Elon Musk) مع شركته سبيس اكس (SpaceX)، وشركة بلو اوريجين (Blue Origins) المختصة في هندسة الطيران والفضاء الجوي المؤسسة بواسطة جيف بيسوز (Jeff Bezos) موجودين في طليعة عصر الفضاء القادم، وبالاضافة الى ملاحظات هوكينغ، ويبشرون بالخير للدعم في هذا العصر الجديد للابتكار في مجال الفضاء.
كان المغزى من سباق الفضاء الاول هو اثبات ان السفر في الفضاء لم يكن ممكناً وحسب بل لاستغلاله في الوصول الى القمر. اذا كان الوقت الان هو ما يمكن ان نعتبره سباق الفضاء الثاني، فإن اهدافنا اسمى بكثير. او ربما ابعد. ربما لا يعتقد البعض، وكما اعتقد هوكينغ، اننا بحاجة لمغادرة كوكب الارض، لكن عصر الفضاء الجديد هذا يتوقف على رغبتنا المتمثلة في الوصول الى المريخ، بنفس الطريقة التي كنا نحلم بها بارسال البشر الى القمر. قال الدرين لموقع فيتوريسم (Futurism) العلمي: “السفر الى الفضاء هو موحد رائع، فانه يستولي على مخيلتنا جميعاً، ويحفز اهتمامنا، ويلهم ابداعنا.”
سوف نستكشف، في هذه العملية، اكبر اعماق الفضاء العميق ونرى اكثر مما كنا نتخيله. اكثر مما كنا، وقبل حوالي نصف قرن، نشعر بالفضول حول القمر، وان قلوبنا وعقولنا متمسكة باقل قدر من الاكتشاف، وان لم يكن الاستعمار، بعوالم جديدة جذابة وبعيدة اخرى.